Monday, May 19, 2008

مائتين وثمانين ألف لاجئ يعيشون فقرًا مدقعًا في شوارع بريطانيا


ترجمة/ علاء البشبيشي

كشفت مصادر صحفية، اليوم الاثنين، أن ما لا يقل عن 280 ألف شخص من طالبي اللجوء لبريطانيا "أجبروا على العيش لسنوات تحت وطأة فقر مدقع في شوارع المدن البريطانية، بعد فرارهم من الاضطهاد في بلدانهم".وأفادت صحيفة الإندبندنت البريطانية في افتتاحيتها اليوم أن تحقيقًا مستقلاً حول أوضاع اللاجئين أكد أن الحكومة البريطانية لم تعط هؤلاء المعدمين حق اللجوء، مما يعني أنهم يفتقرون لأي نوع من المساعدة الحكومية.وأكدت الصحيفة أن ما يزيد من معاناة هؤلاء أنهم خائفون من العودة لبلدانهم، خشية التعذيب وربما القتل، لذلك لا يبقى أمامهم سوى البقاء في الوضع الراهن، وإن كان سيئًا.وذكرت الصحيفة الإنجليزية أن اللاجئين يعيشون فقرًا مدقعًا بدون مأوى يعيشون فيه، أو أموال ينفقون منها. الأمر الذي دفع الصحيفة إلى وصفهم بـأنهم يعيشون على هامش الحياة في بريطانيا.وأضافت الصحيفة: لقد خُذل هؤلاء من حيث كانوا يتوقعون الأمان، فمعظمهم ينامون في العراء، وقليل منهم من يستفيد بالعناية الصحية التي قالت الأمم المتحدة إنها حق لهم، ومنهم من يناضل منذ 12 عامًا لكسب حق اللجوء.من جانبه قال "جون وايت"، قاض سابق بالمحكمة العليا، ورئيس اللجنة المستقلة للاجئين، والتي من المقرر تقديمها لتقرير بالنتائج للحكومة العام المقبل: "أعتقد أن عدم بحثنا في تلك الأزمة المعقدة في وقت مبكر يعد إغفالاً خطيرًا. خاصة وأن العديد منهم يعانون من مآسي بالغة الصعوبة بسبب جهلهم بالنظام، أو ربما إغفال النظام لمعاناتهم".وقالت الإندبندنت: إن اللجنة ذات الصلة التقت الأسبوع الماضي في مانشستر لسماع أقوال المختصين في شئون اللاجئين، بالإضافة لشهادات مباشرة من أشخاص عاينوا تلك الأزمة من الخطوط الأمامية، وقد وصفوا الفقر المفرط الذي عانوه وهم يعيشون بين مطرقة العودة لأوطانهم التي يخافون منها، والبقاء تحت سندان هذا الوضع المزري في بريطانيا.ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء اللاجئين الإيرانيين، والبالغ من العمر 36 عامًا، قوله: "لقد أصبح الآلاف من اللاجئين هنا في بريطانيا يرضخون تحت نير فقر مدقع، لقد أصبحوا معدمين. أطالب هؤلاء في رئاسة الوزراء أن يفكروا، ما هي المعاملة التي يريدون أن يعاملوا بها إذا كانوا في مثل موقفنا؟ لم يكن لدينا قبل ذلك صوتًا يسمع، والآن إذا لم يكن لديكم في رئاسة الوزراء قطعة من ورق تكفي لإعطائنا حق اللجوء، فلا تستحقون وقتها أن يطلق عليكم آدميين. كيف يمكن أن تصفوا أنفسكم بالمتحضرين؟".فيما شددت "ماري نامكوسا"، الأوغندية، على أنها تنتظر منذ العام 2003 حتى الآن، قائلة: " لا يمكن للكلمات أن تصف المعاناة التي نعيشها، إنها أشبه بحياة الحيوانات، وليس البشر". وأردف آخر ويدعى "إبراهيم زكريا"، 47 عامًا، قائلاً : " لا يمكنني العودة لبلادي خوفًا من تعرضي للقتل، وهاأنذا أنام في الشارع، وأتعرض لإهانات عنصرية من قبل السكارى".ويعتبر الخبراء في هذا المجال أن الحكومة البريطانية تسعى لتضييق الخناق على أولئك اللاجئين لإجبارهم على الرجوع لبلدانهم. فيما اتهم "ساندي بوتشان"، المدير التنفيذي لمنظمة عمل اللاجئين الخيرية، الحكومة مباشرة باستخدام معاناة هؤلاء اللاجئين كأداة ضغط عليهم، قائلاً: "إنها ليست مصادفة، إنه فعل حكومي مع سابق الإصرار والتدبير. الأمر الذي يعني قطع الصلة بينهم وبين الحكومة


0 comments: