Thursday, August 28, 2008

يوميات مسلمة بريطانية


ترجمة/ علاء البشبيشي
لم يكن الإسلام يومًا جزءًا من حياتها على الإطلاق، حتى كانت زيارتها إلى مصر؛ حيث التقت بإحدى المسلمات التي شجعتها على معرفة المزيد عن الإسلام، ومن ثَمَّ كانت البداية.إنها نعيمة روبرت، رئيسة تحرير مجلة الأخوات، والتي تعيش الآن في المملكة المتحدة مع زوجها وأولادها. بعد أن كانت يومًا تنظر شذرًا للمحجبات، ها هي الآن ترتدي النقاب.في أولى مقالاتها لنافذة (Faith Online)، في صحيفة تايمز البريطانية، تناقش السيدة نعيمة روبرت التحديات التي تواجه أتباع الدين الإسلامي، ممن يعيشون تحت مظلة نظام علماني، وهذه ترجمة المقال:

لقراءة المقال ، انقر هنا

خطة أمنية شاملة لحماية مساجد باكستان خلال رمضان


ترجمة/ علاء البشبيشي
كشفت الشرطة الباكستانية اليوم الخميس عن خطة أمنية شاملة أعدتها لحماية المساجد خلال شهر رمضان، خشية وقوع اعتداءات أو هجمات.ونقلت صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية عن مصادر رسمية أن أفراد الشرطة المسلحين سيقومون بحراسة المساجد، تجاوبًا مع الأوضاع الأمنية الهشة في البلاد.وبحسب الشرطة الباكستانية فإن هذه الخطة الأمنية تهدف إلى ضمان الأمن للمواطنين العاديين، وعدد من الشخصيات البارزة خلال الشهر المعظم.وأكدت الشرطة أنها ستتواصل مع الشخصيات الدينية في باكستان قبل تنفيذ الخطة؛ لتحيطهم علمًا بالإجراءات الأمنية، ولتضمن مشاركة الهيئات المحلية، والمتطوعين المدنيين في تنفيذها؛ تجنبًا لأي احتكاكات خلال شهر رمضان.وأفادت المصادر - التي لم تُسمِّها الصحيفة - أن 24 مركزًا للشرطة تلقت تعليمات بنشر جنديَيْن أمام كل مسجد تابع لمنطقتهم، حيث ستقوم أفراد الشرطة بالتعاون مع المواطنين المحليين وأئمة المساجد بمتابعة تحركات الغرباء.وأضافت المصادر أنه إذا كان لبعض المساجد أكثر من باب واحد، سيتم فتح واحد منها فقط لضمان أقصى حماية ممكنة لرواد المسجد خلال الشهر. كما سيتم نشر أكثر من شرطيين أمام المساجد المزدحمة بشدة، وسيكون بصحبتهم أجهزة لكشف المعادن، كما سيُمنع اصطحاب أية حقائب داخل المسجد، لكن سيتم تسليمها لأفراد القوة الأمنية الموجودين بالخارج.وذكرت المصادر أنه لن يُسمح بترك السيارات بجانب المساجد، بل سيتم تخصيص أماكن لها بعيدًا عن دور العبادة. أضافت المصادر أن إجراءات خاصة سيتم اتخاذها في صلاة الجمعة، وأيام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.

المصدر

Wednesday, August 27, 2008

مسلمون هنود في أمريكا يدينون حصار كشمير


ترجمة/ علاء البشبيشي
أدانت مجموعة حقوقية من مسلمي الهند في الولايات المتحدة، الحصار الذي تفرضه سلطات نيودلهي على إقليم كشمير المحتل। ونقلت صحيفة "مسلم نيوز"- أكبر صحيفة إسلامية مستقلة في بريطانيا- عن مجلس مسلمي الهند قوله أمس الأربعاء: إن الحصار الاقتصادي المفروض على إقليم كشمير تسبب في دمار ومعاناة لا يمكن وصفها.و أدان المجلس - الذي يعتبر أكبر تجمع للمسلمين الهنود في أمريكا، وله 10 مقرات في أنحاء الولايات الأمريكية - ما تقوم به الشرطة الهندية من إطلاق نار على المدنيين العزل، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 35 شخصًا، وجرح مئات آخرين خلال أسابيع من الاحتجاجات التي شملت الإقليم، والتي تعتبر الأضخم من نوعها منذ الاضطرابات التي يرجع تاريخها إلى العام 1989.وأشار المجلس إلى أنه لم تُتخذ أي إجراءات ضد هذا الحصار الغير قانوني الذي تفرضه منظمات هندوسية قومية على إقليم كشمير. كما أعرب المجلس عن تخوفه من الوضع الراهن، ملقيًا مسئولية تأزم الأوضاع على عاتق الحكومة، ومطالبًا جميع الأطراف بالعمل سويًا من أجل تسوية الأوضاع من خلال المفاوضات والحلول السلمية.وطالب المجلس الحكومة المركزية برفع الحظر الاقتصادي المفروض على الإقليم فورًا، بالإضافة إلى تعويض المتضررين، وذوي الضحايا المدنيين الذين لقوا حتفهم على يد الشرطة والقوات المسلحة.يُذكر أن الاضطرابات بدأت في كشمير في يونيو الماضي عندما تراجعت السلطات الهندية عن منح قطعة أرض كبيرة لمعبد هندوسي، الأمر الذي أثار حفيظة الهندوس الذين قرروا مقاطعة المسلمين اقتصاديا مما حرم المنطقة من الطعام والدواء.هذا الحصار الاقتصادي الهندوسي، أثار موجة من الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل 20 شخصا في أسبوع واحد، رفع خلالها المتظاهرون المسلمون شعارات تطالب بالحرية وباستقلال كشمير وتندد بالشرطة الهندية.

نائبة فلبينية تطالب بهدنة رمضانية مع جبهة مورو


ترجمة/ علاء البشبيشي
طالبت نائبة فلبينية مسلمة اليوم الأربعاء حكومة مانيلا وجبهة تحرير مورو الإسلامية بالتوصل إلى هدنة، يتم بموجبها وقف إطلاق النار على الأقل خلال شهر رمضان المعظم।ونقلت صحيفة "إنكوايرر" الفلبينية عن النائبة المسلمة، فايساه دوماربا، إنها متأكدة من أن جبهة تحرير مورو الإسلامية ستهتم بمطلبها، وذلك لالتزام أعضائها بتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "॥ فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث , ولا يصخب , فإن سابه أحد أو قاتله , فليقل : إني امرؤ صائم". كما أعربت دوماربا عن ثقتها المماثلة في أن تأخذ الحكومة الفلبينية مطلبها بعين الاعتبار، وتوافق على هدنة رمضانية، احترامًا للأديان، والتزامًا بأحكام الدستور الذي يكفل حرية الممارسة الدينية للمواطنين، خاصة وأن بداية الشهر الكريم من المتوقع أن يوافق أول سبتمبر المقبل في الفلبين.وأضافت النائبة المسلمة أن الحكومة قد وافقت على وقف نار مشابه خلال سنوات ماضية، وهو الأمر الذي يبشر بإمكانية التوصل إلى مثل هذه التهدئة بين الطرفين المتصارعين هذا العام.وتأتي هذه المبادرة في وقت تسبب فيه القتال بين الحكومة والجبهة في نزوح أكثر من 272 ألف قروي عن منازلهم جنوب البلاد، ورغم ذلك أكد وزير الدفاع الفلبيني أن قوات بلاده لن توقف القتال ضد جبهة تحرير مورو الإسلامية حتى تتمكن من اعتقال أو قتل ثلاثة من قادة الجبهة، تزعم الحكومة أنهم متورطون في قتل مدنيين.بدوره حذر رئيس جبهة تحرير مورو الإسلامية مراد إبراهيم من انهيار اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها بوساطة ماليزيا، في حال أصرت مانيلا على مواصلة عملياتها الجوية والبرية، على مواقع مقاتلي جبهة مورو بمشاركة زهاء ستة آلاف جندي وعناصر من القوات الخاصة في الشرطة مدعومين بالمدفعية وسلاح الجو.واتهم إبراهيم - الذي رفض تسليم القادة المطلوبين - الجيش الفلبيني بشن عمليات عسكرية دون تمييز على من يتهمهم بالقيام بـ"الثورة" الأخيرة التي اندلعت عقب إلغاء مانيلا اتفاق الحكم الذاتي للمسلمين بالجنوب.

Tuesday, August 26, 2008

إدريس البريطاني: رمضان نقطة البداية


ترجمة/ علاء البشبيشي
رمضان كان مختلفًا قليلاً بالنسبة لـلكاتب البريطاني "إدريس توفيق" الذي أسلم منذ سنوات قليلة، والذي كان يعمل مدرسًا؛ لأن الله منَّ عليه باعتناق الإسلام في رمضان، فكانت فرحته فرحتين؛ فرحة بالإسلام وأخرى برمضان، فكان لا يدري بأيِّهما يفرح أكثر، وهو يقول:"إن الأماكن والأزمنة تمثل لكل منا شيئًا مميزًا، ونحن بحاجة إلى النظر للوراء قليلاً؛ لنرى كيف أن إرادة الله سبحانه غيرَّت مسار حياتنا، من حيث لا ندري، فقد نُشغل أحيانًا عن المسار الذي اتجهت إليه حياتنا، لكن يمكننا أن نتعلم أن نكون شاكرين لله".
ويضيف الرجل، الذي كان "قسًّا كاثوليكيًّا" قبل إسلامه، وهو الآن يعيش في مصر:" أرجع بذاكرتي للوراء، فأرى أول رمضان في حياتي كمسلم مميزًا للغاية".لكنه يستدرك قائلاً:"قبل أن أحكي قصة رمضاني الفريد من نوعه، أحب أن أقص عليكم قصة رمضانين مررتُ بهما قبل دخولي الإسلام؛ أولاهما حين كنت رئيس التعليم الديني في مدرسة للذكور جنوبي لندن، وكنت المسئول عن تدريس مادة حول الأديان، فقد كان الطلاب في المدارس الإنجليزية يتلقون دروسًا حول أديان ستة: الإسلام، المسيحية، اليهودية، البوذية، السيخ، الهندوسية، حيث لا يتم تقديم دين على حساب آخر". ويكمل "توفيق" حديثه كيف أن رمضان ذلك العام وافق طلبًا غريبًا من تلاميذه المسلمين حين سألوه: " هل يمكن لنا أن نستخدم قاعة الفصل لتأدية الصلاة؟ " ويقول: " لقد طلبوا مني ذلك رغم علمهم أنني لست مسلمًا، فقد كان الله سبحانه يقدر الأمور بصورة رائعة، بتحويل الأحداث البسيطة في حياتنا إلى معجزات".وبالفعل وافق على طلب التلاميذ، وهكذا أصبح فصل البروفيسور "توفيق" هو الفصل الوحيد الذي يحتوي على "سجادة للصلاة ومكان مخصص للوضوء". لكن المدير طلب منه أن يكون حاضرًا في الفصل ليلاحظ الطلاب، وهكذا يقول:" كنت أجلس طوال شهر رمضان في آخر الصف وقت الغداء حيث يؤدي الطلاب صلاة الظهر، أو الجمعة. وبنهاية رمضان كنت قد عرفت كيف يصلي المسلمون، وكنت أستطيع ترديد الصلاة بنفسي، رغم أنني كنت لا أدري معناها".أما عن رمضانه الثاني– الفريد من نوعه- قبل الإسلام فيقول: " رغم كوني غير مسلم وقتها إلا أنني صمت رمضان ذلك العام مع طلبتي لأظهر تضامني معهم، ولم ألبث كثيرًا بعد ذلك إلا واعتنقت الإسلام، الحمد لله، فقد كان الطلاب قدوتي التي دفعتني للدخول في الإسلام، ومن ثم انضممت لهم في الصلوات كل يوم كأحدث مسلم بينهم وأقلهم علمًا بالدين الجديد".ويردف قائلاً : " وهكذا كان أول رمضان في حياتي كمسلم مميزًا للغاية". ويستمر "توفيق" في سرد أحداث رمضانه الأول، حيث نظم بالاشتراك مع طلبته في ليلة القدر إفطارًا خاصًا،انتظر يومها الطلاب بعد اليوم الدراسي حتى موعد الإفطار، حيث شاهدوا أحد الأفلام حول "حياة النبي"، وصلوا المغرب في جماعة، "حيث كان يؤمنا أكبر الطلبة سنًا، وهو يقرأ القرآن بصوت عذب، ثم تجمعنا في الفصل لنتناول طعام الإفطار، وكأن ملكًا جاء ليزورنا، ورغم أن هذا كان بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث كان معظم البريطانيين ينظرون للإسلام نظرة شك، إلا أن العديد من الزملاء جاءوا لتهنئتنا بشهر رمضان".لم يمنع وجود "توفيق" في بلد غير مسلم أن يشعر بروحانيات أول رمضان في حياته، وأن يعيش ليالي رمضان الرائعة، التي قال عنها بنفسه: " إنها لا تُنسى"، وإنها "احتفال حقيقي بالفرحة وأخوة الإسلام التي لمست كل أركان قلبي، فلله الحمد".
المصدر

Saturday, August 23, 2008

الحكومة البريطانية والصمت العميق!


ترجمة/ علاء البشبيشي
تغط الحكومة البريطانية الآن في سباتٍ عميق، فرئيس وزرائها جوردون براون مختفيًا عن الأنظار، ولم يُسمع له أي صوت في بداية الاجتياح الروسي لجورجيا. أما باقي وزراء الحكومة فمشغولون بإجازاتهم الصيفية
لتكملة المقال، انقر هنا

Friday, August 22, 2008

"هيلمينسكسي" الأمريكي : رمضان غيّر حياتي


ترجمة/ علاء البشبيشي

كيف كان شعورك وأنت تستقبل أول رمضان في حياتك؟... سؤال قد يجده المسلم الذي وُلِد لأبوين مسلمين غريبًا، ربما لأنه كان صغيرًا جدًّا حينها لدرجة أنه لا يتذكر هذا اليوم، أو ربما لأن الإنسان لا يدرك قيمة الشيء إلا إذا أحس بفقده. لكنه سؤال محوري وجوهري بالنسبة لمن لم يولد مسلمًا؛ فرمضان بالنسبة لهؤلاء ( له رونقه الخاص)؛ لأنه أحس بالتحوُّل الذي حدث في حياته قبل أن يكون فيها رمضان، وبعد أن دخلها نور هذا الشهر العظيم، تحولٌ لا تكاد تخطئه في كلمات كل من يصف لك مشاعره كمسلم جديد. إنه سؤال يجيب عنه "كبير هيلمينسكي"، من "سان فرانسيسكو"، والذي دخل الإسلام في الثلاثينيات من عمره، فيقول: " لقد استعددت بشدة لاستقبال أول رمضان في حياتي، بعكس ما يفعله الكثيرون ممن نشأوا في بيئة مسلمة، فقد كنت محرومًا من دعم المجتمع حولي".ويضيف متحدثًا عن مشاعره التي يتفرد بها من ذاق طعم الحياة قبل الإسلام، وعاش أعوامًا بدون رمضان: "إن البعد الروحاني للصيام أمر يفوق كل التوقعات، ولقد ذقت إحساسًا رقيقًا لم أشعر به من قبل".ويضيف "هيلمينسكي" قائلاً: لم يكن هذا شعوري وحدي، بل كان شعور الكثيرين من المسلمين الجدد ممن عاشوا أول رمضان في حياتهم بعد فترة طويلة بعيدًا عن هذا الجو، مؤكدًا أن أول رمضان كما كان الأجمل كان الأصعب؛ فقد كان عليَّ أن "أتحرر من عادات كثيرة، ومررت بلحظات أشبه بتلك التي وصفها لي أحد أصدقائي أثناء محاولته الإقلاع عن الخمور بعد معاقرة طويلة لها، لكن بعد زوال تأثير الكحول من الجسد يبدأ الشخص في الإحساس بنوع جديد من اللذة الروحية، وهو الأمر الذي يحدث مع مرور أول رمضان".ويشير "هيلمينسكي" إلى أن أول رمضان في حياتي كمسلم غيّرت نظرتي للعالم من حولي، وزرع فيَّ فلسفة جديدة فأصبحت أرى الأشياء بعين مختلفة، جعلتني أتساءل: " هل يمكن أن يكون الطعام الذي نتناوله مجرد مخدر يتناوله الناس لتغطية مخاوفهم وعدم ثقتهم؟ ربما رفع رمضان من تأثير ذلك المخدر (الطعام)، وكشف لنا الحقيقة التي كانت مختبئة وراءه، فقد طهَّر رمضان الروح، وأعطى فرصة للإحساس بمشاعر لا يمكن استيعابها"، مستشهدًا بأقوال النبي حول التخمة التي تفسد الروح. رمضان يعتبره "هيلمينسكي" ( عافية نفسية شاملة) فيرى أنه "يعطي فرصة للروح أن تطفو على السطح، وتكشف عنها غطاء المادة، وتصبح غير حصينة وصادقة أمام الحالة التي يمر بها الجسد من مشاعر". كما أن "الطعام بشراهة يقسِّي القلب؛ فإن الصيام يفصله عن الماديات من حوله فيصير حرًّا، ويجعل الإنسان يتخفف من شهواته ".وينقل عن أحد أساتذته مقولة طالما ردَّدها على مسامعه مفادها: أن " الصيام خبز الأنبياء، وطعام الأتقياء"، ويسترسل في وصفه لرمضان من وجهة نظر زائرٍ جديدٍ لهذا الشهر الكريم فيقول "هيلمينسكي": "الصوم هو تفكر الجسد كما هو تفكر الروح؛ إنه يساعد الجسم على تنقية نفسه من السموم التي تترسب من الطعام والهضم غير المكتمل لها، فللصوم علاقة إيجابية مع الجسد فهو يخفف من أعبائه، ويعطيه هدنة مع الطعام والشراب والمتع التي تمثل قسوة تجاه الجوارح التي تدفع ثمن تلك اللذة، بل إنه يترك الجسد، خاصة الجهاز العصبي، أكثر فاعلية في أداء وظائفه، ويقلل من الحاجة للنوم ويزيد من التيقظ".ويختتم "هيلمينسكي" كلامه عن رمضان بقوله: " لقد قَوَّى رمضان ضميري؛ لأنني أصوم في السر كما أصوم في العلن، شعرت في رمضان بالصفاء، فذهني يصبح أنقى، وجسدي أكثر إشراقًا، لقد جعلني رمضان أكتشف قوة داخلية تكبر يومًا بعد يوم".


Sunday, August 17, 2008

جيش من الشواذ


ترجمة/ علاء البشبيشي
تغيرت نظرة المجتمع الأمريكي لمسألة انضمام الشواذ إلى الجيش، بصورة جذرية، مقارنة بما كانت عليه الأوضاع منذ 15 عامًا خلت، حينما تبنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون سياسة (لا تسأل ولا تخبر).كشف النقاب عن ذلك استطلاع أجرته صحيفة "واشنطن بوست"، وشبكة "اي بي سي" التلفزيونية، عن طريق الاتصالات الهاتفية في الفترة بين 10 – 13 يوليو الماضي، عن طريق اختيار عينة عشوائية مكونة من 1119 من البالغين، ويقدر هامش الخطأ في هذا الاستطلاع بنسبة (-،+)3 % .
لتكملة المقال ، انقر هنا

Thursday, August 14, 2008

مذابح بوش.. والرهان على النسيان


إدوارد لوتواك/مجلة بروسبكت
ترجمة/ علاء البشبيشي
أجمع العالم، كما لم يُجمِع من قبل، على أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يمثل كارثة على بلاده، ونكسةً لسياساتها الخارجية، وتهديدًا لمستقبلها الاقتصادي، وأن حربه المزعومة على ما أسماه بـ "الإرهاب" أثمرتْ فشلًا مُحَقَّقًا، رُوِي بدماء الآلاف من المدنيين الأبرياء. لكن ما زالتْ بعض الأبواق تُسوِّق لعكس ذلك، سابحةً ضد التيار، ومراهنةً على أن النسيان سيطوي صفحات بوش الدموية، في العراق وأفغانستان. أحد هذه الأصوات الشاذة، كانت مجلة "بروسبكت" التي خرجت على هذا الإجماع، في موضوع غلافها الذي كتبه "إدوارد لوتواك" مدير المركز القومي للدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، حين قالت:
لتكملة ، انقر هنا

Saturday, August 9, 2008

أمريكا مصابة بالاكتئاب


ذي إيكونوميست – المملكة المتحدة

ترجمة/ علاء البشبيشي
يمر الجميع بفترات عصيبة، يتعلم البعض فيها من مشكلاته التي صنعتها يداه، وهكذا يستعيد قوته. لكن آخرون يلقون باللائمة على غيرهم، وهم بذلك يجلدون ظهورَهم، ويُدَمِّرون أنفسهم أكثر. وقد كان لدى أمريكا من الحكمة ما جعلها تتبع السيناريو الأول مراتٍ عديدة في الماضي، أما اليوم.. فدعونا نأمل أن تكرر ذلك مجددًا
لتكملة المقال، انقر هنا

Monday, August 4, 2008

الاحتلال في أفغانستان ...قعقعة بلا طحين


ترجمة/ علاء البشبيشي

وسط هذه الهزيمة المخزية التي تعيشها قوات الاحتلال في أفغانستان، ما زالت هناك أصوات للاحتلال تخرج بتصريحات براقة، وترفع شعارات النصر الخاوية، التي تثبت الوقائع كذبها يوما بعد يوم. إنها التصريحات التي استهجنها "امين سايكال"، رئيس مركز الدراسات العربية والإسلامية بالجامعة الاسترالية الوطنية، معتبراً تصريحات (كرزاي – بوش) المشتركة في السابع من أغسطس الماضي مضللة، ومنافية للواقع. حيث عرض كرزاي، وبعد 7 أشهر فقط من تصريحاته البطولية بواشنطن، على حركة طالبان تفاوضاً مباشراً، بل وأعلن أنه مستعد للجلوس وجها لوجه مع "الملا عمر" زعيم طالبان، و"قلب الدين حكمتيار."الأمر الذي اعتبره "سايكال" مجرد "تصريح يائس".
وتؤكد أن طالبان نجحت، رغم كل ادعاءات الناتو المتوالية بهزيمتها، في توسيع مساحة مؤيديها، واستعادة بناء قدرتها الميدانية والإعلامية.وهي في ذلك تستفيد من اليد المقيدة لحكومة كرزاي ، وعدم قدرتها على التأثير، وربما يفيدها أكثر فشل قوات الاحتلال الأمريكي وحلفائها في تحقيق أدنى تغيير في حياة الغالبية البائسة من الشعب الأفغاني. أضف إلى ذلك ما أعلن عنه "سعيد إبرار أغا"، مدير مديرية التعليم بإقليم "هلمند"، هذا الشهر، بأن أكثر من 30 ألف طالب ممن انتظموا في المدارس في السنة الماضية قد غابوا عن مدارسهم هذا العام.
هذا الفشل المحقق للحكومة الأفغانية، وقوات الاحتلال،على المستويين الميداني والاجتماعي، أثمر فراغاً سياسياً وأمنياً نجحت طالبان ومؤيديها في استغلاله خير استغلال، مؤكدة وجودها بعدد من الهجمات والكمائن التي تستهدف مختلف القوات المحاربة في أفغانستان.
وتشدد الصحيفة على أن كرزاي وحلفائه، خاصة الأمريكيين، يعيشون الآن فوق صفيح أشد سخونة مما كانوا يتوقعون। خاصة وأنهم ليسوا في موقف يخولهم لنشر عدد كبير من القوات الجديدة في المنطقة. وهذا ما دفع كرزاي إلى البحث عن مخرج من هذا المستنقع الذي وجد نفسه داخله، وإن كان هذا المخرج سيهدر ماء وجهه، هو وحلفائه. وهو بالفعل لم يأخذ هذا القرار السياسي الخطير بنفسه، فهو رئيس لا يملك تلك السلطات، بل أعانه عليه قوم آخرون، على رأسهم بوش وخليل زاد، اللذين التقاهما مؤخراً في نيويورك. وهو الأمر الذي لم يخفه كرزاي نفسه حين قال معترفاً أمام الصحفيين من قصره الرئاسي، أنه وجد تأييدا للفكرة من جانب الزعيمين الأمريكي "بوش"، والأممي "مون".ليس التفاوض وفقط هو ما عرضه كرزاي، بل أيضاً لوح بمناصب حكومية لأعضاء في طالبان "إذا تخلوا عن العنف لأنهم أفغان وأبناء هذا الوطن"، وهنا يتساءل المحللون "أين العصا التي طالما لوح بها في وجه طالبان؟. لقد كسرت بالتأكيد في إحدى هجمات طالبان!"



صراخ تحت وطأة الهزيمة


إنها الهزيمة التي ألجأت وزير الدفاع الأفغاني "عبد الرحيم وردك" إلى طلب المزيد لمواجهة طالبان، بل جعلته يجأر مشتكياً من أن هجمات طالبان زادت بنسبة 50% هذا العام 2007، معترفاً بعجز القوات الأفغانية في التصدي لها. إنها القوات الأفغانية العاجزة، التي أشاد بها القائد الأعلى لقوات الناتو،الجنرال الأمريكي "بانتز كرادوك"، في تصريح نقله الموقع الرسمي للجيش الأمريكي على الشبكة العنكبوتية، وصفاً إياها بأنها " تبقى مفتاح الاستقرار في أفغانستان".
وبعد ست سنوات من الحرب على أفغانستان يعترف "كرادول" اليوم بأن الموقف في المناطق الجنوبية والشرقية ما زال معقداً. إنه نفس الشعور بالفشل الذي جعل وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ينتقد بشدة حلفائه في الناتو لـ"تقاعسهم".
وكان آخر تلك الاعترافات ماقاله اللورد "بادى اشدون" المفوض السامي السابق للأمم المتحدة، والممثل الخاص للاتحاد الأوربي للبوسنة والهرسك، منذ أيام "اعتقد أننا نخسر الآن في أفغانستان، ولقد خسرنا في اعتقادي والنجاح الآن غير محتمل"، ليس ذلك وفقط بل يزيد "اشدون" من الشعر بيتاً حين يقول : " اعتقد أن الخسارة في أفغانستان أسوأ من الخسارة في العراق".


شماعات كثيرة لتعليق الفشل


حتى الشماعة التي كانوا يعلقون عليها هذا الفشل المخجل، سقطت. فبعد إدانات كثيرة لطهران بتهريب الأسلحة لطالبان، أعلنت أفغانستان أنها لا تملك أي أدلة على أن حكومة إيران هي المسئولة عن ذلك ، بل أثنى عليها وزير الخارجية الأفغاني "رانجين دادفار سبانتا" خلال زيارة لمدينة "هرات" الغربية الحدودية "إيران جارتنا وصديقتنا ولعبت دورا كبيرا في إعادة إعمار أفغانستان".
وربما كان الرسميون يبحثون عن شماعة أخرى لتعليق فشلهم عليها حين أعلنوا في تصريح نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن " قوات الناتو في أفغانستان تفتقر إلى القوات والاستراتيجيات الضرورية لهزيمة طالبان والقاعدة". إنه اعتراف آخر من الخطوط الأمامية بالفشل ليس فقط على المستوى الميداني، بل أيضاً على مستوى وضع الخطط والاستراتيجيات.
وربما كان من المضحك ما نشرته صحيفة "ذي ستار" الكندية، حول نقل الناتو حربه مع طالبان من الميدان إلى صفحات "يو تيوب"، حيث نشر تسجيل لجندي من قوات الناتو يصيب أحد مقاتلي طالبان في كتفه، قبل أن يبدأ الأخير في فتح النار علي الجندي، ثم يتلاشى كالبخار. وربما يكون الأكثر فكاهة ما أوردته نفس الصحيفة تحت عنوان " الأفغان يرون تقدما لا نراه"، وضعت فيه كلمات في أفواه الشعب الأفغاني لم يقلها، وجعلت تبني قصوراً من رمالٍ حول جسور تبنى في أفغانستان، وجرحى ينقلهم الناتو للمستشفيات العسكرية، وقادة طالبان الذين يتم أسرهم ، أو قتلهم يوماً بعد يوم. وهي بذلك تغطي الحقائق، فإذا ما سلمنا جدلاً بتلك الإنجازات، يبقى سؤال هام ( من هدم الجسور، وقصف المدنيين، ومن يحارب الآن ضد الناتو إذا كان قادة طالبان يتم أسرهم وقتلهم؟).
ويبدوا أن قادة الناتو لا يكتفون من شماعات الفشل، فنجدهم يخرجون ليقولوا إن النصر مستحيل ما دام لطالبان منفذا يستطيعون اللجوء إليه كلما ضيق عليهم الخناق، في إشارة للحدود مع باكيتان.


الملا عمر... والإطاحة بقرضاي


ويؤكد موقف طالبان القوي في هذه المعادلة، دعوة "الملا محمد عمر" زعيم حركة طالبان الأفغانية الدول المجاورة لأفغانستان إلى مساعدة حركته في الإطاحة بالرئيس الأفغاني "حامد قرضاي" وطرد القوات الأجنبية وقوات التحالف خارج البلاد. قائلاً :"لابد وأن يساعدنا جيراننا على إخراج القوات الغربية من أفغانستان مثلما ساعدونا أيام الغزو السوفيتي.. ولابد أن يوقفوا كل أشكال الدعم للقوات التي تمثل خطراً على المنطقة ".
إنها الكلمات التي تعبر عن " موقف قوة " تبوأته طالبان حالياً، بعد أن اعترف جنرالات حلف شمال الأطلنطي " الناتو " الذين يقودون الحرب ضد الحركة أنهم أمام قيادة عسكرية قادرة على تحدي "صفوة القوات الغربية".
زعيم حركة طالبان الذي يقول المقربون منه إن شخصيته تتشكل من مزيج غريب من الصفات فهو عنيد وجريء إلى درجة تقترب من التهور لكنه يفتقد إلى الكاريزما الشخصية والقدرة الخطابية ورغم صغر سنه فهو يتمتع بقدرات عسكرية متميزة، وقد فقد إحدى عينيه أثناء قتاله ضد القوات السوفيتية عام 1979 . استطاع "عمر" أن يحير عقول الجيش الأمريكي ،ورجال المخابرات الأمريكية، والأمن الأفغاني الذين لم يتمكنوا، فرادى أو مجتمعين، حتى الآن من الإيقاع به، لدرجة أن البعض يطلق عليه لقب "الشبح"، اللقب الذي يدعمه الغموض الذي يحيط به وندرة الصور التي التقطت له.
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتحرك الولايات المتحدة بأساطيلها البحرية وقواتها البرية وطائراتها المقاتلة ضد طالبان ودخولها أفغانستان عام 2001 لم ينزعج الملا عمر من ذلك المارد الأمريكي فقد شارك من قبل في عدة معارك ضد القوات السوفيتية.
وبعد أن نجح " الجنرالات الملالي " في حركة طالبان تأكيد قدرتهم على المواجهة العسكرية وفي الوقت نفسه الابتعاد قليلاً عن أجندة تنظيم القاعدة حيث تواترت تصريحات قادة طالبان بشأن رغبتهم في تحرير بلادهم واستعدادهم للتفاوض لم يجحد الأمريكيون مفرًا من القبول الضمني للعرض.
وقد حاولت الولايات المتحدة التقرب من الملا عمر من خلال رسالة مررتها الإدارة الأمريكية عبر باكستان تفيد بأن واشنطن سوف تقيم علاقات دبلوماسية معه وتضمن اعتراف الأمم المتحدة به ولكل المقاتلين الآخرين الذين سيقومون بالعمل مع الولايات المتحدة في حالة قيامهم بتسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلا أن عمر رفض عرض الولايات المتحدة وقال " لن سلم مسلم لغير مسلم " خاصة أن أسامة بن لادن زميله ورفيقه في الكفاح المسلح الذي استمر لأكثر من عشر سنوات.
ويقول عدد من المحللين أن الروابط بين الرجلين تزداد عمقًا يومًا بعد يوم حيث تشير تقارير مخابراتية إلى أن الملا عمر عام 1954 تزوج ابنة الكبرى لأسامة بن لادن وابن "ابن لادن" تزوج من إحدى بنات "الملا عمر" كزوجة رابعة له.
ومن اجل إشاعة الأمن والاستقرار بالبلاد واعترافًا بقدرة " الزعيم الروحي " لقوات طالبان على تحريكهم وشن هجمات عنيفة وشرسة ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف حاول الرئيس قرضاي أن يمد غصن زيتون إلى زعيم طالبان قائلا " أنه سيكون سعيدًا في حالة قيام الملا عمر بالاتصال به ومعه رؤية جديدة للمصالحة".
وكانت زعامة الملا محمد عمر في حركة طالبان ولدت وسط شعور بالإحباط واليأس أججته حرب ضروس بين فصائل المجاهدين الذين هزموا الاحتلال السوفيتي قبل أن ينقلبوا على أنفسهم في عام 1992
ولد زعيم طالبان وهو من البشتون بإقليم قندهار وبعد وفاة والده الذي كان يعمل فلاحًا أصبح عمر الضخم الجسم ذو اللحية الكثيفة شيخ القرية قبل الانضمام إلى المجاهدين وقتال الاحتلال السوفيتي وكان لا يزال وقتها طالبًا لم يكمل دراسته.
ويتساءل العديد من المراقبين هل سيتمكن الملا عمر من الصمود واستكمال كفاحه المسلح حتى رحيل القوات الأجنبية من البلاد أم ستتمكن القوات الأمريكية وقوات التحالف من الإيقاع به بعد احتمالية الوشاية بزميله "الملا داد الله" وقتله على أيدي القوات الأمريكية؟

جيش أمريكا ... واقع مرير ومستقبل مجهول




الجارديان - المملكة المتحدة
ترجمة/ علاء البشبيشي


"جيش أمريكا في المستقبل، سيكون في حاجة إلى التركيز أكثر على تدريب الجيوش الأجنبية، وإتقان لغات الشعوب الأخرى وعاداتها، وتحفيز قدرته على مقاتلة القوات المتمردة "، كان هذا جزءًا من رؤية وزير الدفاع الأمريكي "روبرت جيتس" لجيش بلاده مستقبلاً، والتي أفصح عنها في حديثه أمام (رابطة الجيش الأمريكي)، وهي جماعة ضغط تعمل لصالح جنود الجيش.
يكمل جيتس ليفصح عن رغبته في تحويل الجيش الأمريكي لمؤسسة أكثر قدرة على مواجهة الحروب غير التقليدية، تلك الحروب التي شهدتها أمريكا في أفغانستان والعراق، واصفًا إياها بأنها " ستظل عصب ساحات الحرب المعاصرة لفترة من الزمن".
ويضيف ليكشف عن مشكلات داخل الجيش الأمريكي لم يكن مسلطًا عليها الضوء من قبل، فيقول: " قد يكون الجيش الأمريكي بحاجة كذلك إلى إعادة النظر في سياساته المتعلقة بالترقيات، والتعيينات، بهدف إبقاء أكثر الضباط كفاءة وخبرة في الخدمة".
حرب بالوكالة
ويرجع جيتس نجاح الجيوش في حروب المستقبل إلى " القدرة على تشكيل سلوك الأصدقاء، والأعداء ، والأهم منهما، المحايدين"، وهي السياسة المعروفة بـ"حرب الوكالة"، حيث تقوم أطراف أخرى بمحاربة أعداء أمريكا بالنيابة عنها، شريطة أن تقدم لها أمريكا الدعم، والتغطية الدولية. وهي سياسة تضمن لأمريكا - إذا ما استطاعت التفريق بين الفرقاء - هزيمة الأعداء وسلامة الأبناء.
الأمر اتضح أكثر في حديث جيتس حول قضية تدريب الجيش الأمريكي للجنود العراقيين، حين قال: " إن أهم عامل في الحرب على الإرهاب لا يكمن في الصراع الذي نخوضه بأنفسنا، بل في مدى دعمنا لشركائنا، وتمكينهم من الدفاع عن بلدانهم، وإحكام قبضتهم عليها".
وفي هذا الإطار تلفت صحيفة الجارديان البريطانية الأنظار إلى الوضع المتردي للجيش الأمريكي في مناطق الاحتلال، وأثر ذلك، ليس فقط على الجنود في ساحة الحرب، بل وأيضًا على عائلاتهم في عقر دار الولايات المتحدة، تقول الصحيفة: " لقد حذر قادة الجيش والبنتاجون مرارًا وتكرارًا من خطورة نشر الجنود في العراق وأفغانستان؛ لأنه أرهق الجيش، وجعل الجنود وعائلاتهم على حافة الانفجار".
اعتراف من الخطوط الأمامية
والمهم في هذا التصريح الأخير لجيتس أنه يتضمن اعترافًا حول عدم (جهوزية) الجيش الأمريكي في صراعاته الأخيرة، وهو اعتراف مبطن بالهزيمة، فيقول: "بعد حرب فييتنام، أنفق الجيش القليل من الوقت للتدريب في مواجهة الصراعات غير التقليدية، الأمر الذي ترك الجيش الأمريكي غير مستعد للتعامل مع العمليات العسكرية التي تلت ذلك في الصومال، وهايتي، والبلقان، وحديثاً في أفغانستان والعراق، حيث تظل التداعيات تحدث، والأثمان تدفع، وما زلنا نصارع حتى الآن".
وتعتبر الجارديان دعوة جيتس إلى التركيز على تعلم اللغات في الجيش، إشارة قوية لحجم المشكلة التي تواجه الجيش الأمريكي.
ويردف قائلاً: " إن المحافظة على التطوير التقني الدائم، بلا تفريط في العامل البشري الاستخباراتي، تعتبر أحد أهم التحديات التي تواجه الجيش الأمريكي في المرحلة المقبلة. بالإضافة إلى مليارات الدولارات التي ينفقها الجيش في محاولة لإيجاد الطريقة المثلى للتعامل مع المفخخات في العراق"، ويتساءل:"هل ينبغي أن تكون الأولوية لمعرفة أماكن زرع تلك المتفجرات على الطرق، أم منع زرعها أساسًا؟".
ويجئ اعتراف آخر لرأس المؤسسة العسكرية الأمريكية حين يقول: " إن الجيش الأمريكي مجهد؛ نتيجة لضغط القتال في حرب العراق، وكما أشار "جورج كيسي"، رئيس أركان الجيش الأمريكي، مؤخرًا، فإن الجيش قد فقد توازنه"، لكنه يعود ليخفف من وطأة اعترافه فيقول: "لكنه لم ينكسر". وربما يعلق هذا الفشل على شماعة نقص التمويل حين يقول: " إن الحكومة الأمريكية في حاجة لتوفير المال الكافي لتغطية كلفة التجهيزات العسكرية والبشرية للجيش في السنوات القادمة".
لمطالعة نص المقال في صحيفة الجارديان البريطانية، انقر هنا

!تجارة الرقيق.. نظرة من الداخل


جون هاري / الاندبندنت

ترجمة / علاء البشبيشي

"تلقَّين وعودًا بحياة أفضل، لكن عددًا لا يحصى منهن كان يُدفع به إلى المواخير كل عام، حيث يغرقن في دوامة من الدعارة، بدون أي بارقة أملٍ في الحرية"، بهذه الكلمات بدأ "جون هاري" تقريره، الذي نشرته الذي نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، حول "تجارة الرقيق"، بعد رحلة مريرة قام بها الكاتب في دهاليز هذا العالم القاسي
يبدأ هاري كلامه بقوله: إنها قصة الاتجار بالأطفال (الرقيق)، في القرن الحادي والعشرين، حيث تقول إحصائيات الأمم المتحدة: إن هناك مليون طفل يرضخون تحت نير هذه التجارة يوميًا.
هذه الرحلة قادتني لأماكن لم أتخيل يومًا أن تكون موجودة على ظهر هذا العالم.. اليوم.. والآن. ففي بنجلاديش يتم سجن الأطفال في سراديب، وتقييدهم؛ تمهيدًا لنقلهم إلى بيوت الدعارة الهندية، حيث توجد نساء طاعنات في السن، أمضين أعمارهن يعانين من الاغتصاب، وعيادات طبية تعالج أطفالاً في سن الحادية عشرة من مرض الزهري (أو السفلس، وهو مرض تناسلي معدٍ ومزمن، تنتقل عدواه في معظم الحالات عن طريق الاتصال الجنسي المباشر بين المريض والسليم، وفي حالات قليلة قد تحدث العدوى باستعمال بعض أدوات المريض كالفراش أو دورات المياه، كما أن الأم المصابة بهذا المرض يمكن أن تنقله للجنين عن طريق الحبل السري، وقد عُرف في أوروبا في نهاية القرن الـ 15 الميلادي).


البداية.. طفلة وكذبة


ويكمل "هاري" حكاية مغامرته في أدغال تجارة الرقيق، فيقول: لكن هذه القصة تبدأ كبقية القصص؛ بطفلة، وكذبة!. ويستدل على ذلك بقصة الصغيرة "صوفيا" التي جاءته لتتحدث إليه، بصحبة زمرة من الأطفال الذين تم إنقاذهم من المصير المشئوم، برعاية مؤسسة "كوميك ريليف". "ورغم أنها لم تقصّ حكايتها إلا على المستشارين الذين يعتنون بها، لكنها أرادت هذه المرة أن يعرف العالم ما الذي حدث لها".
يقول "هاري": أتتني في ثوب هندي أحمر، وبدأت في سرد تفاصيل حكايتها ببطء شديد، تتخلله تمتمات متقطعة. فقد نشأت صوفيا في بلدة كولنا، جنوب غربي بنجلاديش، لوالدين يعملان بالزراعة، يعولان سبعة أطفال بالإضافة إليها، لذلك كما تقول صوفيا نفسها: "لم يستطع والداي العناية بي، فلم يكن لدينا مال كافٍ لتوفير الطعام".
وهنا تأتي "الكذبة"؛ فحين بلغت صوفيا الرابعة عشرة من عمرها، أتت إحدى جاراتهم، وأخبرت والديها أنها وجدت لصوفيا عملاً مناسبًا، كخادمة في مدينة كالكوتا الهندية، وأنها ستحيا حياة كريمة هناك، وستتعلم الإنجليزية، وتُربى جيدًا

هذا العرض أذهل صوفيا نفسها، في البداية فقط، لكن بمجرد وصولها لكالكوتا، تكمل صوفيا: "شعرتُ بشيء غير عادي يجري، لم أكن أعرف ما هو الماخور، لكني أحسستُ بأن البيت الذي اصطحبتني إليه جارتي كان بيتًا سيئًا؛ فالنساء يرتدين ملابس قصيرة، وكثير منهن كن يأتين ويذهبن طيلة الوقت. تقاضت جارتي 50 ألف تاكا (عملة بنجلاديش)، وهو مايوزاي 500 دولار، ثم اختفت بعدها".
وهنا توقفت صوفيا عن الحديث، وأطلقت ناظريها في الأفق، واهتزت قليلاً، وأكملت: "ومن يومها لم يُسمح لي بالانصراف، وكان عليّ أن أتعامل مع 10 رجال يوميًا"، توقفت طويلاً للمرة الثانية، وأردفت تقول: "لم تكن لدي خبرة بالتعامل مع الرجال من ذي قبل، لقد كان شيئًا مروعًا". فقد كانت صوفيا ترى النسوة الكبار مجبرات على تربية أولادهن، حتى تعمل بناتهن حين يكبرن في هذه المواخير (بيوت الدعارة).


الهروب الصغير


وبعد ثلاثة أشهر وسط هذا الجحيم، أسرَّت بنتان أخريان، ممن كن في الأسر، إلى صوفيا بخطة للهروب؛ حيث ستقمن بتخدير الشخص المسئول عن حبسهن، ويُدعى "ماشي"، عن طريق وضع أقراص مخدرة -كن يجبرن على ابتلاعها بالليل، ليتوقفن عن النحيب والعويل الذي ينفّر الزبائن- في المشروب الذي سيتناوله، ثم سيهربن بعيدًا قدر استطاعتهن.
تقول صوفيا: "وبالفعل نجحت الخطة، لكن لم تكن لدي خبرة مسبقة حول طريقة التجول بالمدينة، إلا أن الفتاتان كانتا ماهرتين جدًا"، وفور عودتها لبيت أهلها مرة أخرى، أخذت على نفسها عهدًا: لن أخبر عائلتي بما حدث لي أبدًا، وقد قلتُ لهم: إنني كنتُ أعمل كخادمة في أحد المنازل، وقد اشتقتُ كثيرًا لمن كنتُ أعمل لديهم. فلم أكن أستطيع البوح بحقيقة ما حدث لي، لأني إن فعلتُ، لن يتزوجني أحد، وسأجلب العار لعائلتي، وأكون بذلك قد دمرتُ حياتي".
كانت تعي أنها بحاجة لإجراء اختبار فحص الدم لاكتشاف حالة فيروس نقص المناعة المكتسب في جسمها، وبالفعل حجزت للفحص مرتين، لكنها لم تستطع الذهاب، فلم تكن تحتمل اكتشاف الحقيقة.
لقد دخلت صوفيا دوامة الاتجار بالأطفال العابرة للقارات، والتي يُباع فيها الجسد البشري ويُشترى بثمن بخسٍ، دراهم معدودةٍ كل صباح. وربما كانت صوفيا أوفر هؤلاء الضحايا حظًا، فكثيرات غيرها لم يستطعن الهروب من هذا المستنقع الآسن، وما زلن يعانين من ويلاته حتى هذه اللحظة. كثيرات غيرها ذكر "هاري" أسماءهن في تقريره، وأخريات كثيرات لم يذكرهن.

لمصدر التقرير، انقر هنا

!جرائم الشرف.. حينما تختلط الأوراق


ترجمة/ علاء البشبيشي

انتشر مؤخرًا ما يطلق عليه "جرائم الشرف" في مناطق الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا؛ حيث يتم الاعتداء على النساء وربما قتْلهن من قبل أقاربهن؛ بسبب وقوعهن في جريمة تعتبرها العائلة ملوثة لسمعتها، ولا يمحوها إلا الدم.
وقد تناولت صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" هذه الظاهرة في الغرب، موضحة أنها "جرائم يقوم بها الأب، في أغلب الأحيان، إلا أن الإخوة الذكور والأعمام وربما الأقارب من النساء يكون لهم من المشاركة في الجريمة نصيب".
حقائق وأرقام
وبالرغم من صعوبة إحاطة الإحصائيات بتلك الجرائم - نظرًا لطبيعتها الخاصة، وحقيقة كون القليل جدًا منها هو ما يتم الإبلاغ عنه بالفعل- فقد أظهرت الإحصائيات الصادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 5 آلاف امرأة يتعرضن للقتل بهذه الطريقة على مستوى العالم سنويًا.
وتؤكد الصحيفة أن تلك الإحصائية بالتأكيد لا تعكس الأعداد الحقيقية لضحايا هذه الجرائم؛ فالتقارير الواردة من تركيا والأردن وباكستان وفلسطين وغيرها من المناطق المحلية، يتم تشذيبها بمعدلات مخيفة، أضف إلى ذلك ألمانيا والسويد وأجزاء أخرى من أوروبا، فضلاً عن المملكة المتحدة وكندا وأمريكا، كلها تؤكد أن المرأة المسلمة في الغرب أصبحت أكثر عرضة لتلك الجرائم؛ ربما كان ذلك مرده إلى أن "المساس بشرف المرأة المسلمة يشكل التعدي الأكبر على التقاليد الدينية والقبلية التي تنتسب إليها معظم هذه العائلات المهاجرة".
لكن الصحيفة ربما تكون بالغت قليلاً حين توسعت في سرد الأفعال التي تجعل المرأة عُرضة لمثل هذا النوع من الجرائم، حيث تقول: إنها تشمل "رفض ارتداء الحجاب، أو أن يكون لديها صديقة غير مسلمة، أو خِدنًا ذكرًا، أيًا كانت ديانته، أو أن تكون ذات علاقات جنسية، أو ترفض الزوج الذي ارتضته العائلة، وأكثر من ذلك، أن تحاكي الثقافة الغربية".
وتقف المرأة المسلمة في الغرب حائرة بين عالمين مختلفين؛ فهي تحاول الموازنة بين احتياجات النجاح، وفي بعض الأحيان تسعى إلى الموائمة بين الثقافات المتناقضة، وفي كل الحالات تدفع هي الثمن الأكبر.


!من المسئول؟


وقد أعادت جريمتان حدثتا في أمريكا وكندا إلى الأذهان هذه القضية، ربما بصورة أكثر قربًا هذه المرة؛ أولاهما راحت ضحيتها الأختان المراهقتان سارة وأمينة، من ولاية تكساس الأمريكية، حيث وجدتا مقتولتين في إحدى سيارات الأجرة، بعدما قاما باتصال هاتفي للشرطة طلبًا للنجدة.
وقدأصدرت الشرطة مذكرة اعتقال فورية بحق والد المراهقتين، وهو سائق مصري يدعى ياسر عبد السيد، متزوج بنصرانية.
وتقص الصحيفة الحكاية من البداية فتقول: "في عيد رأس السنة الحالي، هربت زوجته "باتريشا"، من الولاية بصحبة بنتيْها، إلى ولاية "أوكلا"، وعشن تحت اسم مستعار.
وبحسب ما أوردته صحيفة "دالاس مورنينج نيوز" فقد كان عنف الزوج ياسر عبد السيد، وسلوكه المتسلط، بسبب تخوفه من أن "تُفسد الحضارة الغربية سلوك بنتيْه"، وربما كانت الصحيفة تحاول تفنيد مخاوف الأب حين أشارت إلى أن "البنتيْن كانتا مثالاً للبنات الأمريكيات؛ فقد حصلت أمينة على منحة دراسية من الجامعة بقيمة 20 ألف دولار، فيما كانت سارة تخطط للالتحاق بكلية الصيدلة، كما أن صورة الأختين توحي بأنهما كانتا مفعمتان بالحيوية والجاذبية، الأمر الذي أثار الشكوك في صدر والدهما، وقد كان ظهور أصدقاء ذكور في حياة الفتاتين بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير".


دوافع الجريمة


وتكمل الصحيفة سردها للقصة من وجهة نظرها، التي بدت إما متحاملة أو جاهلة بطبيعة الحياة في البلاد العربية والإسلامية، حيث تقول: "ورغم نفي الزوجة أن تكون دوافع عبد السيد دينية أو ثقافية، وشهادة الأخ "إسلام" بأنها لم تكن حتى بدافع الانتقام للشرف، فقد كانت كل الدلائل تشير إلى العكس. لكن في نفس الوقت أفادت التقارير الواردة أن العائلة لم تكن متدينة، لكن الزوج كان متأثرًا بالتقاليد الشرق أوسطية، والتي كان من بينها زواج ذي الثلاثين عامًا من المراهقة التي لم تتعدى، بعدُ سن الخامسة عشرة، والتهديد باصطحاب إحدى بنتيه إلى مصر، في محاولة منه للتفريق بينها وبين صديقها غير المسلم، ومن ثم قتلها هناك، حيث من الممكن أن تقتل ابنتك إذا ماجلبت العار للعائلة ولوثت سمعتها. بالإضافة إلى تهديد الأب في مناسبات عديدة بقتل بنتيه؛ بسبب الجدل الدائر حول حياتهما الاجتماعية".
لكن العمة "جيل جارتريل"، كان لها رأي آخر؛ حيث قالت بوضوح وإيجاز: "لقد كانت جريمة شرف".
جريمة أخرى
جريمة مماثلة شهدتها ولاية أونتاريو الكندية في ديسمبر الماضي، وكانت ضحيتها فتاة في سن سابقتيها سارة وأمينة، تدعى أقصى بارفيز.
وتصف الصحيفة أقصى بأنها كانت فتاة "ذات شخصية جذابة، ومحبوبة، أغضب أسلوب حياتها الغربي والدها الباكستاني، محمد بارفيز".
وقد كانت الفتاة ترفض ارتداء الحجاب، وكانت في بعض الأوقات تغير ملبسها كلما ذهبت للمدرسة، وكثيرًا ما كانت تتعارك مع والدها، وقد تركت البيت لمدة أسبوع، لكنها عادت لتلقى حتفها مخنوقة بيد والدها.
وقد صعدت روحها إلى بارئها بعد نقلها إلى المستشفى، وقد اتُّهم والدها -الذي بادر بنفسه بالاتصال بالشرطة- بقتلها، بينما وجه لأخيها "وقاص"، البالغ من العمر 26 عامًا، تهمة إعاقة الشرطة عن تأدية عملها.
وبدورها نقلت صحيفة "ناشيونال بوست" عن أحد أصدقاء الفتاة قوله: "لقد تلقت تهديدات من قبل عائلتها المتزمتة من قبل". فيما قال آخر، ويدعى "إيبوني ميتشيل": إن آراء أقصى كانت متناقضة مع عائلتها فيما يتعلق بالحجاب. لقد كانت تريد أن تلبس كما نلبس، ورغم أنها ارتدت اللباس الإسلامي الكامل في العام الماضي، إلا أنها تحولت للشكل الغربي الكامل هذا العام، فقد كانت تريد أن تبدوا متوائمة مع كل شيء حولها. وكما قال صديق آخر، ويدعى "كريستا جابهيت"، لطالما أرادت أقصى أن تكون نفسها، بصراحة، لقد أرادت أن تظهر جمالها"، لكن هذه الرغبة كانت لها تداعياتها الخطيرة، بالنسبة لفتاة مسلمة صغيرة السن تعيش في الغرب.


إدانة إسلامية


وبعد جنازة "أقصى"، قام المجلس الكندي، ومجلس العلاقات الإسلامة الأمريكية (كير) بتنظيم فعالية ضد العنف بمقر المركز المحلي لمسيسوجا. لكن ذلك لم يشفع للمنظمتين الإسلاميتين عند الصحيفة الأمريكية التي رأت أن المنظمات الإسلامية تعتبر جزْءًا من المشكلة، وليست الحل؛ لأنهم يعملون على تطبيق أوسع لأحكام الشريعة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ويسعون لتكميم الأفواه باتهام المعارضين لهم بالإسلاموفوبيا (العداء للإسلام). ولم تكتفي الصحيفة بذلك لكنها قالت: "إن أجندة مجلس العلاقات الإسلامية-الأمريكية تعمل ضد مصلحة حقوق المرأة المسلمة".
من جانبها، قالت رئيسة جمعية الخدمات الإسلامية "شاهينة صديق": "إن مقتل أقصى بارفيز كان نتيجة لظاهرة العنف الأسري، التي تنتشر في أوساط المجتمع الكندي، وليس لها علاقة بلون أو عقيدة".
كما قال الشيخ علاء السيد، (إمام الجمعية الإسلامية في ميسيسوجا، بأمريكا الشمالية): إن "القضية الأهم في تلك الحادثة، أنها جريمة عنف أسري".
ورغم اعتدال وعقلانية هذه التصريحات، إلا أنها لم ترق للصحيفة الأمريكية، التي قالت: "بدلاً من أن تستغل الهيئات الإسلامية، التي يقال عنها أنها معتدلة، تلك الفرصة لإدانة "جرائم الشرف"، قللت من دور الدين والثقافة في الجريمة".
لكنها أشادت بتصريحات إرشاد مانجي، الذي وصفته بمصلح مسلمي كندا، التي قال فيها: "على المسلمين المعتدلين ألا يقفزوا إلى النتائج، فمن يدري ماالذي أصاب عائلتها".
وكذلك تصريحات السيد "طارق"، (مؤسس برلمان مسلمي كندا)، التي وصف فيها حادثة مقتل "أقصى" بالـ "مسيئة للإسلام"، مضيفًا: "برأيي، كانت تلك جريمة شرف".


هجوم إعلامي


ثم جاء تعليق الصحيفة، بعدما قسّمت المعلقين من المنظمات الإسلامية لفريقين، بما يوافق رؤيتها، حيث تقول: "حتى ذلك الحين الذي يصير فيه انتقاد الذات هو طبيعة المجتمع المسلم، فإن إصلاحًا ضروريًا سيبقى أمرًا بعيد المنال؛ وذلك معناه مناقشة جذور جرائم الشرف بصراحة ووضوح، ومعاقبة أي عنف ضد المرأة المسلمة".
وفي إشارة تهكمية، أردفت الصحيفة قائلة: "القرآن يوجه الرجال إلى ضرب زوجاتهن غير المطيعات، وأن يهجروهن في المضاجع"، ولفقت ما جاء في القرآن بتوصيات، قالت إنها لأحد رؤساء القبائل الأردنيين، ويدعى "طراد فايز"، حيث ينصح أتباعه بقوله: "المرأة كشجرة الزيتون، حين تصيب دودة أحد فروعها، يجب قطعه ليبقى المجتمع نظيفًا طاهرًا"، ولا شك أن الصحيفة حين ذيلت توجيهات القرآن للتعامل مع المرأة الناشز، بتوصيات قبلية، خلطت الأوراق، وأدخلت الأمور في بعضها، بشكل أدى لسوء تفسير القرآن.
وتكمل الصحيفة لتقول: "جرائم الشرف ليست، كما يريد المعتذرون أن نعتقد، عنفًا أسريًا يحدث في كل المجتمعات، إنها خاصة بالدين والثقافة الإسلامية، ويجب مناقشة الموضوع بهذا الشكل إذا ما أريد لنقاش مخلص حول القضية أن يبدأ".
"ومن المؤسف أن الصمت يكون رد الفعل الطبيعي على مثل هذه الجرائم؛ خوفًًا من الوصم بالإسلاموفوبيا (العداء للإسلام)، وبذلك يسمح الجميع -الصحفيون، والعاملون في الحقل الاحتماعي، والمسئولون الحكوميون، والمدافعون الغربيون عن حقوق المرأة- بإخفاء تهديد قاتل لحقوق المرأة".
وترى الصحيفة أن "الثقافة الغربية تمنح المرأة القدر الأكبر من الحقوق، ومن ثم يجب الدفاع عنها بقوة. كما أن المنظمات النسائية -التي تصدر بيانات إدانة موسمية لجرائم الشرف، مثل المنظمة القومية من أجل المرأة- بحاجة إلى أن تجعل محاربة هذا الفعل على رأس أولوياتها، مثلما تفعل مع غيرها من القضايا".
وتختم الكاتبة"سينامون ستيلويل" تقريرها بتلك الكلمات: "من الواجب علينا جميعًا، وليس فقط النساء، أن نعلن عن رأينا بوضوح فيما يتعلق بهذه الجرائم، فحياة الفتيات الصغيرات أضحت على المحك".

روسيا وإيران ...من يكون فرس الرهان؟


ترجمة/ علاء البشبيشي

كثيرة هي الأسئلة المطروحة حول العلاقة بين روسيا وإيران، ومختلفة هي الرؤى بشأن هذه الصداقة، وموحدة هي التساؤلات التي اشترك العديدون في طرحها، واختلف المحللون في الإجابة عليها، أشهر هذه التساؤلات كان ( ما مدى صداقة روسيا وإيران؟).
ولمَّا كانت زيارة بوتين الأخيرة لإيران، منذ فترة، هي الأولى التي يقوم بها زعيم روسي إلى طهران منذ زيارة "جوزيف ستالين" في العام 1943, ولأنها جاءت في توقيت توجه فيه أمريكا سهامها إلى طهران، كان من الضروري سبر غور هذا الحدث، ومعرفة حدود الصداقة بين موسكو وطهران، ومدى تأثير ذلك في مسار التهديد الدولي، الذي تقوده واشنطن، ضد إيران النووية

زيارة وتأييد ... تاريخيين

" فما الذي رآه قادة إيران حين نظروا في عيني فلاديمير بوتين؟ لقد رأوْا فيه الرجل الذي ينبغي وضع أيديهم في يده" كان هذا ما استفتحت به مجلة "الإيكونوميست" البريطانية تقريرها حول الموضوع، حيث قالت: " في الوقت الذي كانت أنظار العالم تترقب نوايا روسيا بشأن برنامج إيران النووي، هبط الرئيس الروسي في العاصمة طهران، في مشهد ظهر فيه وكأنه يمد يد العون إلى البرنامج النووي، حين قال: " إن الإيرانيين يعملون بالاشتراك مع الوكالات النووية الروسية، وهدفهم الرئيسي يتركز على أغراض سلمية".
وأشارت المجلة أن روسيا لطالما وُجه إليها النقد لمساعدتها إيران في مجالات الطاقة النووية. وفي الوقت الذي تصر طهران فيه على القول بأنها تطورها لأغراض سلمية، تزعم أمريكا وأوروبا أن هدف طهران هو امتلاك أسلحة نووية، لاستخدامها عسكريًا.
وتقول الإيكونوميست: إن روسيا - وفي بعض الأحيان الصين - كان لها تاريخ طويل من تخفيف العقوبات على إيران في مجلس الأمن. صحيح أن قرارين أمميين بعقوبات على إيران تم تمريرهما، لكنهما احتويا على عقوبات طفيفة، لدرجة أنها قوبلت بسخرية من طهران، ولم تعرها أي انتباه.
وقد اعتبرت الصحيفة الأنباء التي وردت حول خطة اغتيال بوتين، مجرد مزحة، أو تلفيقًا، حين قالت: " لقد أراد السيد بوتين أن يبدوا حازمًا في تلك الرحلة، لذلك كانت الأنباء حول مؤامرة اغتياله حين وصوله إيران. لقد سرب الأمن الروسي للصحفيين الروس نبأ تلك المؤامرة، حتى قبل قيام بوتين برحلته، لكن تفاصيلاً قليلة تمت إذاعتها علنًا. لكن البعض بدا متشككًا في صدقها".
ونقلت المجلة عن الخبير السياسي، و مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية في موسكو "اندري بيونتكوفسكي"، تأييده لأطروحة أن تكون المخابرات السرية الروسية " هي صاحبة ما يدعى بخطة الاغتيال، والتي تطرح سنويًا مرة أو مرتين، حتى يظهر بوتين بمظهر القوة وهو ذاهب لطهران، متحديًا خطط اغتياله


صفقة المصالح


لكن المجلة ترى أن رحلة بوتين الأخيرة كان يحكمها حسابات المصالح. فروسيا تريد إعادة التأكيد على استقلالية قوتها، وهي في هذا الإطار ترى إيران مفيدة في ذلك إفادة مزدوجة، ذلك أن الصفقة النووية معها مربحة ماديًا، فضلاً عن كون إيران شغل أمريكا الشاغل، لذلك تضغط روسيا لتحصيل مستحقاتها المتأخرة عند إيران، وإذا ما حدث فسيتم استئناف العمل في محطة بوشهر الإيرانية النووية وفق الجدول الزمني المقرر، وهذا ما تعهد به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفعل.
لكن على الجانب الآخر، نجد أن روسيا لا تريد أن ترى إيران، جارتها القريبة، تطور سلاحًا نوويًا. خاصة وأن روسيا لها حربها الخاصة في الإقليم المسلم "الشيشان".


ضغوط أوروبية


قد تمارس الدول الغربية ضغوطًا على روسيا لجذبها إلى صفها. فتحالف أوروبي قوامه 27 دولة، بالإضافة لأمريكا، قد يدفع موسكو - لكن برفق - إلى اتخاذ موقف أقل تأييدًا لإيران، وهكذا سيكون الحال مع الصين.
فقبل زيارته لطهران، التقى بوتين المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" ، للنقاش حول قضية إيران وسط موضوعات أخرى.
من جانبها قال ميركل في لقاء صحفي : " لا يمكننا إغلاق أعيننا عن الأخطار"، في إشارة لإيران نووية. لكنها في الوقت نفسه شددت على ضرورة حل المشكلة بالطرق الدبلوماسية.
أما وزير الخارجية الفرنسي "برنارد كوشنير" ، فيلعب على الوتر نفسه، لذلك يقول: " لقد مرت سنوات عديدة على مواجهة العالم لمعضلة كبرى كمعضلة البرنامج النووي الإيراني".


وقلوبهم شتى


وتعود الإيكونوميست لتؤكد أن الغرب وإن ظهر متماسكًا بشأن رفضه لتطوير إيران لقدراتها النووية، إلا أن قلوب تحالفاته تظل شتى فيما يتعلق بالأسلوب الأمثل للتعامل مع هذه الأزمة، ويظل الاختيار المزمن مطروحًا (حوارات دبلوماسية.. أم ضربة عسكرية)، ليجعلهم منقسمين على أنفسهم، حتى في مواطن الاتفاق. فقد التقى وزراء خارجية الدول الأوروبية في محاولة منهم للخروج بمسار موحد للتعامل مع إيران. هذا المعسكر الجديد تتقدمه فرنسا التي تريد عقوبات أوروبية عاجلة وفاعلة ضد إيران، لكن ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وروسيا يؤيدون فكرة " لا عقوبات جديدة تستبق جهود الأمم المتحدة التفاوضية مع إيران". أما أمريكا فتحاول جمع دعم لعقوباتها من دول عديدة، ومن خلال قوانين تمنع تدفق استثمارات الشركات الأوروبية إلى إيران.

فرس الرهان.. من يكون؟!

ورغم كل ما سبق ذكره من ضغوط أوروبية ترى الإيكونوميست أن روسيا إذا ما اختارت أن تبذل جهدًا أكبر فسيكون لها التأثير الأبلغ على إيران. "لكن السيد بوتين، على الأقل حتى الآن، لا يبدوا مهتمًا بهذا الأمر"، وهو الأمر الذي يُبقي روسيا فرس رهان إيران الأمثل في مواجهة الموجة الغربية.
وربما يقوي هذا الطرح طريقة تناول الصحف الروسية لهذا اللقاء بين الزعيمين الروسي والإيراني، فقد اختارت وكالة أنباء "نوفوسوتي" الروسية عنوان "قمة المشاكل المؤجلة" لهذا اللقاء، ثم صدّرت الخبر بأشد تصريحات بوتين حفاوة بتلك الزيارة :" لقد سعدت بتلك الزيارة التاريخية لإيران، وهي الأولى لزعيم روسي منذ العام 1943".
مردفة بمقولته الحميمية لنجاد قبيل اجتماعهما الثنائي في القصر الامبراطوري القديم "ساداباد": " أنا سعيد بما أنجزناه، وراضٍ بالنتائج التي وصلنا إليها". وختمت الوكالة الروسية تقريرها بنظرة أكثر تفاؤلاً، وبتوقع تعاون خماسي بين دول بحر قزوين.
وكذلك فعلت وكالة أنباء "ايتار تاس" الروسية، حين سلطت الأضواء على وجهات الالتقاء في تقريرها الذي جاء تحت عنوان: "بيان مشترك لبوتين ونجاد"، والذي انتقت له أكثر صور الزعيمين قربًا، صورة لهما مبتسمين وهما يلوحان للحاضرين.
وأخذت الوكالة تعدد نقاط الاتفاق التي خرج بها الطرفان خلال قمة الدول الخمس المطلة على بحر قزوين، في طرح وردي للعلاقات بين البلدين، مؤكدة على موقف بوتين الرافض لاستخدام القوة ضد دول الجوار. ولم لا؟ وروسيا تريد لأجوارها أن تبقى خارج النفوذ الأمريكي.
هذه الصورة المؤيدة لموقف إيران، لم تحلوا لـوكالة الأسوشييتد برس، التي سارعت لتبرز أوجه اختلاف في الرؤى خرجت بها القمة الخماسية في طهران، فأشارت إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن تقاسم البحر بين الدول الخمس المطلة عليه. لكن تلك الرؤية المتشائمة لم تعكر صفو الحميمية التي انتهى بها اللقاء.


نظرة تاريخية.. أم دق إسفين؟!


وتأبى الإذاعة الأمريكية "راديو فري يوروب - راديو ليبرت" إلا أن تدلي بدلوها في هذا الموضوع، فتنشر مقالاً عنونته بـ "روسيا وإيران: الغرباء يلتقون في طهران" رأت فيه أن (البراجماتية) الروسية هي التي دفعتها لتلك الزيارة بعد طول غياب عن تراب طهران، في إشارة إلى أن روسيا مستفيدة من تلك الزيارة بقدر إيران.
وتقول الإذاعة: إن روسيا ظلت خلال السنوات الماضية، الشريك الرئيسي لإيران على المستوى الدولي، وأكد ذلك أحمدي نجاد في لقاء له مع التليفزيون الروسي في مستهل لقاءه بوتين، حين قال: " إن البلدين يعتبران حلفاء بالفطرة، جغرافيًا، وسياسيًا، وثقافيًا".
لكن الإذاعة ترى في التاريخ ما يكذب ذلك التحالف، بل تقول: "إنه يؤكد أن روسيا وإيران طالما كانا خصمين".
وفي محاولة تبدوا وكأنها "دق إسفين الماضي بين حلفاء الحاضر" أشارت إلى أنه في القرن الـ19 حدث اشتباك مسلح بين الجارتين. وفي القرن الـ20 قام الجنود الروس باحتلال أجزاء من شمال إيران. واستمرت هكذا تذكر أحداث مشابهة في الحرب العالمية الثانية، بمشاركة بريطانيا. وفي الثمانينيات من القرن العشرين حيث ساندت روسيا صدام حسين في حربة ضد إيران. ومؤخرًا في نهاية العام الماضي، حينما وافقت موسكو على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1737 القاضي بفرض عقوبات دولية على طهران.
لكنها تعود لتؤكد صحة نظرية المصالح في التعامل مع البلدين، مشيرة إلى أن الهم المشترك في محاربة سياسة القطب الواحد العالمية، والتي تقودها أمريكا في الوقت الراهن، هو فرس الرهان في العلاقة بين البلدين في تلك المرحلة.