ترجمة/ علاء البشبيشي
كيف كان شعورك وأنت تستقبل أول رمضان في حياتك؟... سؤال قد يجده المسلم الذي وُلِد لأبوين مسلمين غريبًا، ربما لأنه كان صغيرًا جدًّا حينها لدرجة أنه لا يتذكر هذا اليوم، أو ربما لأن الإنسان لا يدرك قيمة الشيء إلا إذا أحس بفقده. لكنه سؤال محوري وجوهري بالنسبة لمن لم يولد مسلمًا؛ فرمضان بالنسبة لهؤلاء ( له رونقه الخاص)؛ لأنه أحس بالتحوُّل الذي حدث في حياته قبل أن يكون فيها رمضان، وبعد أن دخلها نور هذا الشهر العظيم، تحولٌ لا تكاد تخطئه في كلمات كل من يصف لك مشاعره كمسلم جديد. إنه سؤال يجيب عنه "كبير هيلمينسكي"، من "سان فرانسيسكو"، والذي دخل الإسلام في الثلاثينيات من عمره، فيقول: " لقد استعددت بشدة لاستقبال أول رمضان في حياتي، بعكس ما يفعله الكثيرون ممن نشأوا في بيئة مسلمة، فقد كنت محرومًا من دعم المجتمع حولي".ويضيف متحدثًا عن مشاعره التي يتفرد بها من ذاق طعم الحياة قبل الإسلام، وعاش أعوامًا بدون رمضان: "إن البعد الروحاني للصيام أمر يفوق كل التوقعات، ولقد ذقت إحساسًا رقيقًا لم أشعر به من قبل".ويضيف "هيلمينسكي" قائلاً: لم يكن هذا شعوري وحدي، بل كان شعور الكثيرين من المسلمين الجدد ممن عاشوا أول رمضان في حياتهم بعد فترة طويلة بعيدًا عن هذا الجو، مؤكدًا أن أول رمضان كما كان الأجمل كان الأصعب؛ فقد كان عليَّ أن "أتحرر من عادات كثيرة، ومررت بلحظات أشبه بتلك التي وصفها لي أحد أصدقائي أثناء محاولته الإقلاع عن الخمور بعد معاقرة طويلة لها، لكن بعد زوال تأثير الكحول من الجسد يبدأ الشخص في الإحساس بنوع جديد من اللذة الروحية، وهو الأمر الذي يحدث مع مرور أول رمضان".ويشير "هيلمينسكي" إلى أن أول رمضان في حياتي كمسلم غيّرت نظرتي للعالم من حولي، وزرع فيَّ فلسفة جديدة فأصبحت أرى الأشياء بعين مختلفة، جعلتني أتساءل: " هل يمكن أن يكون الطعام الذي نتناوله مجرد مخدر يتناوله الناس لتغطية مخاوفهم وعدم ثقتهم؟ ربما رفع رمضان من تأثير ذلك المخدر (الطعام)، وكشف لنا الحقيقة التي كانت مختبئة وراءه، فقد طهَّر رمضان الروح، وأعطى فرصة للإحساس بمشاعر لا يمكن استيعابها"، مستشهدًا بأقوال النبي حول التخمة التي تفسد الروح. رمضان يعتبره "هيلمينسكي" ( عافية نفسية شاملة) فيرى أنه "يعطي فرصة للروح أن تطفو على السطح، وتكشف عنها غطاء المادة، وتصبح غير حصينة وصادقة أمام الحالة التي يمر بها الجسد من مشاعر". كما أن "الطعام بشراهة يقسِّي القلب؛ فإن الصيام يفصله عن الماديات من حوله فيصير حرًّا، ويجعل الإنسان يتخفف من شهواته ".وينقل عن أحد أساتذته مقولة طالما ردَّدها على مسامعه مفادها: أن " الصيام خبز الأنبياء، وطعام الأتقياء"، ويسترسل في وصفه لرمضان من وجهة نظر زائرٍ جديدٍ لهذا الشهر الكريم فيقول "هيلمينسكي": "الصوم هو تفكر الجسد كما هو تفكر الروح؛ إنه يساعد الجسم على تنقية نفسه من السموم التي تترسب من الطعام والهضم غير المكتمل لها، فللصوم علاقة إيجابية مع الجسد فهو يخفف من أعبائه، ويعطيه هدنة مع الطعام والشراب والمتع التي تمثل قسوة تجاه الجوارح التي تدفع ثمن تلك اللذة، بل إنه يترك الجسد، خاصة الجهاز العصبي، أكثر فاعلية في أداء وظائفه، ويقلل من الحاجة للنوم ويزيد من التيقظ".ويختتم "هيلمينسكي" كلامه عن رمضان بقوله: " لقد قَوَّى رمضان ضميري؛ لأنني أصوم في السر كما أصوم في العلن، شعرت في رمضان بالصفاء، فذهني يصبح أنقى، وجسدي أكثر إشراقًا، لقد جعلني رمضان أكتشف قوة داخلية تكبر يومًا بعد يوم".
كيف كان شعورك وأنت تستقبل أول رمضان في حياتك؟... سؤال قد يجده المسلم الذي وُلِد لأبوين مسلمين غريبًا، ربما لأنه كان صغيرًا جدًّا حينها لدرجة أنه لا يتذكر هذا اليوم، أو ربما لأن الإنسان لا يدرك قيمة الشيء إلا إذا أحس بفقده. لكنه سؤال محوري وجوهري بالنسبة لمن لم يولد مسلمًا؛ فرمضان بالنسبة لهؤلاء ( له رونقه الخاص)؛ لأنه أحس بالتحوُّل الذي حدث في حياته قبل أن يكون فيها رمضان، وبعد أن دخلها نور هذا الشهر العظيم، تحولٌ لا تكاد تخطئه في كلمات كل من يصف لك مشاعره كمسلم جديد. إنه سؤال يجيب عنه "كبير هيلمينسكي"، من "سان فرانسيسكو"، والذي دخل الإسلام في الثلاثينيات من عمره، فيقول: " لقد استعددت بشدة لاستقبال أول رمضان في حياتي، بعكس ما يفعله الكثيرون ممن نشأوا في بيئة مسلمة، فقد كنت محرومًا من دعم المجتمع حولي".ويضيف متحدثًا عن مشاعره التي يتفرد بها من ذاق طعم الحياة قبل الإسلام، وعاش أعوامًا بدون رمضان: "إن البعد الروحاني للصيام أمر يفوق كل التوقعات، ولقد ذقت إحساسًا رقيقًا لم أشعر به من قبل".ويضيف "هيلمينسكي" قائلاً: لم يكن هذا شعوري وحدي، بل كان شعور الكثيرين من المسلمين الجدد ممن عاشوا أول رمضان في حياتهم بعد فترة طويلة بعيدًا عن هذا الجو، مؤكدًا أن أول رمضان كما كان الأجمل كان الأصعب؛ فقد كان عليَّ أن "أتحرر من عادات كثيرة، ومررت بلحظات أشبه بتلك التي وصفها لي أحد أصدقائي أثناء محاولته الإقلاع عن الخمور بعد معاقرة طويلة لها، لكن بعد زوال تأثير الكحول من الجسد يبدأ الشخص في الإحساس بنوع جديد من اللذة الروحية، وهو الأمر الذي يحدث مع مرور أول رمضان".ويشير "هيلمينسكي" إلى أن أول رمضان في حياتي كمسلم غيّرت نظرتي للعالم من حولي، وزرع فيَّ فلسفة جديدة فأصبحت أرى الأشياء بعين مختلفة، جعلتني أتساءل: " هل يمكن أن يكون الطعام الذي نتناوله مجرد مخدر يتناوله الناس لتغطية مخاوفهم وعدم ثقتهم؟ ربما رفع رمضان من تأثير ذلك المخدر (الطعام)، وكشف لنا الحقيقة التي كانت مختبئة وراءه، فقد طهَّر رمضان الروح، وأعطى فرصة للإحساس بمشاعر لا يمكن استيعابها"، مستشهدًا بأقوال النبي حول التخمة التي تفسد الروح. رمضان يعتبره "هيلمينسكي" ( عافية نفسية شاملة) فيرى أنه "يعطي فرصة للروح أن تطفو على السطح، وتكشف عنها غطاء المادة، وتصبح غير حصينة وصادقة أمام الحالة التي يمر بها الجسد من مشاعر". كما أن "الطعام بشراهة يقسِّي القلب؛ فإن الصيام يفصله عن الماديات من حوله فيصير حرًّا، ويجعل الإنسان يتخفف من شهواته ".وينقل عن أحد أساتذته مقولة طالما ردَّدها على مسامعه مفادها: أن " الصيام خبز الأنبياء، وطعام الأتقياء"، ويسترسل في وصفه لرمضان من وجهة نظر زائرٍ جديدٍ لهذا الشهر الكريم فيقول "هيلمينسكي": "الصوم هو تفكر الجسد كما هو تفكر الروح؛ إنه يساعد الجسم على تنقية نفسه من السموم التي تترسب من الطعام والهضم غير المكتمل لها، فللصوم علاقة إيجابية مع الجسد فهو يخفف من أعبائه، ويعطيه هدنة مع الطعام والشراب والمتع التي تمثل قسوة تجاه الجوارح التي تدفع ثمن تلك اللذة، بل إنه يترك الجسد، خاصة الجهاز العصبي، أكثر فاعلية في أداء وظائفه، ويقلل من الحاجة للنوم ويزيد من التيقظ".ويختتم "هيلمينسكي" كلامه عن رمضان بقوله: " لقد قَوَّى رمضان ضميري؛ لأنني أصوم في السر كما أصوم في العلن، شعرت في رمضان بالصفاء، فذهني يصبح أنقى، وجسدي أكثر إشراقًا، لقد جعلني رمضان أكتشف قوة داخلية تكبر يومًا بعد يوم".
0 comments:
Post a Comment