ترجمة/ علاء البشبيشي
رمضان كان مختلفًا قليلاً بالنسبة لـلكاتب البريطاني "إدريس توفيق" الذي أسلم منذ سنوات قليلة، والذي كان يعمل مدرسًا؛ لأن الله منَّ عليه باعتناق الإسلام في رمضان، فكانت فرحته فرحتين؛ فرحة بالإسلام وأخرى برمضان، فكان لا يدري بأيِّهما يفرح أكثر، وهو يقول:"إن الأماكن والأزمنة تمثل لكل منا شيئًا مميزًا، ونحن بحاجة إلى النظر للوراء قليلاً؛ لنرى كيف أن إرادة الله سبحانه غيرَّت مسار حياتنا، من حيث لا ندري، فقد نُشغل أحيانًا عن المسار الذي اتجهت إليه حياتنا، لكن يمكننا أن نتعلم أن نكون شاكرين لله".
ويضيف الرجل، الذي كان "قسًّا كاثوليكيًّا" قبل إسلامه، وهو الآن يعيش في مصر:" أرجع بذاكرتي للوراء، فأرى أول رمضان في حياتي كمسلم مميزًا للغاية".لكنه يستدرك قائلاً:"قبل أن أحكي قصة رمضاني الفريد من نوعه، أحب أن أقص عليكم قصة رمضانين مررتُ بهما قبل دخولي الإسلام؛ أولاهما حين كنت رئيس التعليم الديني في مدرسة للذكور جنوبي لندن، وكنت المسئول عن تدريس مادة حول الأديان، فقد كان الطلاب في المدارس الإنجليزية يتلقون دروسًا حول أديان ستة: الإسلام، المسيحية، اليهودية، البوذية، السيخ، الهندوسية، حيث لا يتم تقديم دين على حساب آخر". ويكمل "توفيق" حديثه كيف أن رمضان ذلك العام وافق طلبًا غريبًا من تلاميذه المسلمين حين سألوه: " هل يمكن لنا أن نستخدم قاعة الفصل لتأدية الصلاة؟ " ويقول: " لقد طلبوا مني ذلك رغم علمهم أنني لست مسلمًا، فقد كان الله سبحانه يقدر الأمور بصورة رائعة، بتحويل الأحداث البسيطة في حياتنا إلى معجزات".وبالفعل وافق على طلب التلاميذ، وهكذا أصبح فصل البروفيسور "توفيق" هو الفصل الوحيد الذي يحتوي على "سجادة للصلاة ومكان مخصص للوضوء". لكن المدير طلب منه أن يكون حاضرًا في الفصل ليلاحظ الطلاب، وهكذا يقول:" كنت أجلس طوال شهر رمضان في آخر الصف وقت الغداء حيث يؤدي الطلاب صلاة الظهر، أو الجمعة. وبنهاية رمضان كنت قد عرفت كيف يصلي المسلمون، وكنت أستطيع ترديد الصلاة بنفسي، رغم أنني كنت لا أدري معناها".أما عن رمضانه الثاني– الفريد من نوعه- قبل الإسلام فيقول: " رغم كوني غير مسلم وقتها إلا أنني صمت رمضان ذلك العام مع طلبتي لأظهر تضامني معهم، ولم ألبث كثيرًا بعد ذلك إلا واعتنقت الإسلام، الحمد لله، فقد كان الطلاب قدوتي التي دفعتني للدخول في الإسلام، ومن ثم انضممت لهم في الصلوات كل يوم كأحدث مسلم بينهم وأقلهم علمًا بالدين الجديد".ويردف قائلاً : " وهكذا كان أول رمضان في حياتي كمسلم مميزًا للغاية". ويستمر "توفيق" في سرد أحداث رمضانه الأول، حيث نظم بالاشتراك مع طلبته في ليلة القدر إفطارًا خاصًا،انتظر يومها الطلاب بعد اليوم الدراسي حتى موعد الإفطار، حيث شاهدوا أحد الأفلام حول "حياة النبي"، وصلوا المغرب في جماعة، "حيث كان يؤمنا أكبر الطلبة سنًا، وهو يقرأ القرآن بصوت عذب، ثم تجمعنا في الفصل لنتناول طعام الإفطار، وكأن ملكًا جاء ليزورنا، ورغم أن هذا كان بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث كان معظم البريطانيين ينظرون للإسلام نظرة شك، إلا أن العديد من الزملاء جاءوا لتهنئتنا بشهر رمضان".لم يمنع وجود "توفيق" في بلد غير مسلم أن يشعر بروحانيات أول رمضان في حياته، وأن يعيش ليالي رمضان الرائعة، التي قال عنها بنفسه: " إنها لا تُنسى"، وإنها "احتفال حقيقي بالفرحة وأخوة الإسلام التي لمست كل أركان قلبي، فلله الحمد".
المصدر
رمضان كان مختلفًا قليلاً بالنسبة لـلكاتب البريطاني "إدريس توفيق" الذي أسلم منذ سنوات قليلة، والذي كان يعمل مدرسًا؛ لأن الله منَّ عليه باعتناق الإسلام في رمضان، فكانت فرحته فرحتين؛ فرحة بالإسلام وأخرى برمضان، فكان لا يدري بأيِّهما يفرح أكثر، وهو يقول:"إن الأماكن والأزمنة تمثل لكل منا شيئًا مميزًا، ونحن بحاجة إلى النظر للوراء قليلاً؛ لنرى كيف أن إرادة الله سبحانه غيرَّت مسار حياتنا، من حيث لا ندري، فقد نُشغل أحيانًا عن المسار الذي اتجهت إليه حياتنا، لكن يمكننا أن نتعلم أن نكون شاكرين لله".
ويضيف الرجل، الذي كان "قسًّا كاثوليكيًّا" قبل إسلامه، وهو الآن يعيش في مصر:" أرجع بذاكرتي للوراء، فأرى أول رمضان في حياتي كمسلم مميزًا للغاية".لكنه يستدرك قائلاً:"قبل أن أحكي قصة رمضاني الفريد من نوعه، أحب أن أقص عليكم قصة رمضانين مررتُ بهما قبل دخولي الإسلام؛ أولاهما حين كنت رئيس التعليم الديني في مدرسة للذكور جنوبي لندن، وكنت المسئول عن تدريس مادة حول الأديان، فقد كان الطلاب في المدارس الإنجليزية يتلقون دروسًا حول أديان ستة: الإسلام، المسيحية، اليهودية، البوذية، السيخ، الهندوسية، حيث لا يتم تقديم دين على حساب آخر". ويكمل "توفيق" حديثه كيف أن رمضان ذلك العام وافق طلبًا غريبًا من تلاميذه المسلمين حين سألوه: " هل يمكن لنا أن نستخدم قاعة الفصل لتأدية الصلاة؟ " ويقول: " لقد طلبوا مني ذلك رغم علمهم أنني لست مسلمًا، فقد كان الله سبحانه يقدر الأمور بصورة رائعة، بتحويل الأحداث البسيطة في حياتنا إلى معجزات".وبالفعل وافق على طلب التلاميذ، وهكذا أصبح فصل البروفيسور "توفيق" هو الفصل الوحيد الذي يحتوي على "سجادة للصلاة ومكان مخصص للوضوء". لكن المدير طلب منه أن يكون حاضرًا في الفصل ليلاحظ الطلاب، وهكذا يقول:" كنت أجلس طوال شهر رمضان في آخر الصف وقت الغداء حيث يؤدي الطلاب صلاة الظهر، أو الجمعة. وبنهاية رمضان كنت قد عرفت كيف يصلي المسلمون، وكنت أستطيع ترديد الصلاة بنفسي، رغم أنني كنت لا أدري معناها".أما عن رمضانه الثاني– الفريد من نوعه- قبل الإسلام فيقول: " رغم كوني غير مسلم وقتها إلا أنني صمت رمضان ذلك العام مع طلبتي لأظهر تضامني معهم، ولم ألبث كثيرًا بعد ذلك إلا واعتنقت الإسلام، الحمد لله، فقد كان الطلاب قدوتي التي دفعتني للدخول في الإسلام، ومن ثم انضممت لهم في الصلوات كل يوم كأحدث مسلم بينهم وأقلهم علمًا بالدين الجديد".ويردف قائلاً : " وهكذا كان أول رمضان في حياتي كمسلم مميزًا للغاية". ويستمر "توفيق" في سرد أحداث رمضانه الأول، حيث نظم بالاشتراك مع طلبته في ليلة القدر إفطارًا خاصًا،انتظر يومها الطلاب بعد اليوم الدراسي حتى موعد الإفطار، حيث شاهدوا أحد الأفلام حول "حياة النبي"، وصلوا المغرب في جماعة، "حيث كان يؤمنا أكبر الطلبة سنًا، وهو يقرأ القرآن بصوت عذب، ثم تجمعنا في الفصل لنتناول طعام الإفطار، وكأن ملكًا جاء ليزورنا، ورغم أن هذا كان بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث كان معظم البريطانيين ينظرون للإسلام نظرة شك، إلا أن العديد من الزملاء جاءوا لتهنئتنا بشهر رمضان".لم يمنع وجود "توفيق" في بلد غير مسلم أن يشعر بروحانيات أول رمضان في حياته، وأن يعيش ليالي رمضان الرائعة، التي قال عنها بنفسه: " إنها لا تُنسى"، وإنها "احتفال حقيقي بالفرحة وأخوة الإسلام التي لمست كل أركان قلبي، فلله الحمد".
المصدر
0 comments:
Post a Comment