ترجمة / علاء البشبيشي
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها أطلقت برنامجا جديدا يهدف إلى "صياغة عقول أطفال المسلمين من سن 8 – 14، في 14 دولة إسلامية، لتغيير وجهة نظرهم المستقبلية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية.وأفادت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية أن الخطة الجديدة- والتي وصفتها الخارجية بـ "أول مسعى دبلوماسي شامل يستهدف الأطفال" ، تقضي بتشكيل فكر الأطفال في البلدان الإسلامية في مرحلة مبكرة ، عن طريق سلسلة من المخيمات الصيفية ، والبرامج الأخرى وذلك لوضع صورة أفضل في أذهان الأطفال عن أمريكا.وأضافت الصحيفة أن الخطة الجديدة كانت بمبادرة من "كارين هاجس" - نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الدبلوماسية العامة – التي أكدت حاجة الحكومة الأمريكية إلى "الوصول للأطفال دون سن 14 "، وهو السن الذي طالما "تجاهلته الخارجية الأمريكية" باعتباره أصغر من أن يتعاطي مع برامجها التقليدية.ونقلت الصحيفة عن " هاجس" - التي وصفتها بـ" أمينة سر الرئيس بوش – أمس الاثنين قولها: " بمرور الوقت سيدخل هؤلاء الأطفال المدارس الثانوية ، وسيكون انطباعاتهم قد شكلت بصورة جيدة" مشيرة أن الخطوة التمهيدية لتلك الخطة قد بدأت بالفعل العام الماضي . وأضافت أنها طلبت من السفارات الأمريكية في 14 دولة إسلامية هذا الصيف القيام ببرامج إرشادية للشريحة المستهدفة من الأطفال، بإنفاق وصل لمليون دولار، وشمل 6 آلاف طفل، ومئات المنظمات التي شاركت من تلك الدول ، معربة عن أملها في أن يصل تمويل الخطة إلى 8.5 مليون دولار هذا العام.وذكرت الصحيفة أن المشاركين من أطفال الدول الإسلامية كان من بينهم 2.000 طفلة من تركيا حضرن معسكرا لكرة السلة ، بالإضافة إلى 80 طفلا من ماليزيا حضروا وعائلاتهم معسكرا ترفيهيا برفقة أعضاء من السفارة الأمريكية ،تلقوا فيه معلومات حول للرئيس الثالث للولايات المتحدة "توماس جيفرسون" وآخرين ممن اعتبرتهم الصحيفة أبطالا على الطراز الأمريكي.وأشارت الصحيفة إلى أن البرنامج الأمريكي يواجه مخاطر في الدول ذات التوجه المعارض لأمريكا ، وهي الدول التي يوجه إليها البرنامج معظم جهوده مثل "العراق" الذي تلقى 41 طالبا من أبنائه دروسا في "البايسبول" ، واللغة الإنجليزية لمدة 3 أيام هذا الصيف في العاصمة بغداد .وقالت الصحيفة إن صورة هؤلاء الطلاب العراقيين مع السفير الأمريكي في بغداد "رايان كروكر" معلقة على باب مكتب " هاجس" في وزارة الخارجية، لكنها لم تنشر – وفقا للصحيفة – خوفا على حياة هؤلاء الأطفال من أن يتعرضوا للأذى من قبل "الإرهابيين" لعلاقتهم بالولايات المتحدة.من جانبها أكدت " باتريشيا كوشليس" - وهي مسئولة متقاعدة في وكالة المعلومات الأمريكية ومتخصصة في السياسة الدولية والدبلوماسية العامة والأمن القومي – أنه "من الطبيعي التعرض لمخاطر أثناء تأدية ذلك في بلد لا تحبك ، خاصة إذا كنت تتحدث مع أولادهم " ، فيما أعرب متخصصون في السياسة الخارجية عن تأييدهم للشريحة التي يستهدفها البرنامج، لأنهم أكثر الذين يمكن تغيير وجهات نظرهم.وأضافت "كوشليس" : " هناك جيل في منطقة الشرق الأوسط يتراوح عمره بين 15 – 22 عاما لم يروا على مدار حياتهم أمريكا إلا كدولة استعمارية " ، مشددة أن ذلك يبرز أهمية استهداف الأطفال في سن الـ 8 - 14 ، لتغيير تلك النظرة.وقال السيد " نضال إبراهيم" - المدير التنفيذي للمعهد الأمريكي العربي، ومقره واشنطن – أن تلك البرامج "لن تحسن من صورة الولايات المتحدة في العالم إذا لم تتواكب مع تغيير في سياساتها".من جانبها نشرت صحيفة "إنديان إكسبريس" ،في عددها الصادر اليوم الثلاثاء ،الخطة تحت عنوان " أمسكوهم صغارا، أمريكا تستهدف أطفال المسلمين"، مشيرة إلى سياسة الولايات المتحدة الجديدة في العالم العربي الإسلامي.جدير بالذكر أن وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس"، منذ وصولها لهذا المنصب استعانت بـ"كارين هاجس" لتحسين صورة الولايات المتحدة التي تضررت بشدة بعد حروبها المتلاحقة على الدول العربية والإسلامية
لمصدر الخبر، انقر هنا
0 comments:
Post a Comment