ترجمة / علاء البشبيشي
انتقدت منظمات إسلامية أمريكية تقريرًا أصدرته "دائرة شرطة مدينة نيويورك" حول التطرف لدى المسلمين في الولايات المتحدة، باعتباره "يستهدف المجتمع المسلم في أمريكا بصورة تعسفية، ويحتوي تعميمًا مجحفًا يعتبر المسلمين خطرًا مرتقبًا".وبحسب الموقع الرسمي لمجلس العلاقات الإسلاميةالأمريكية (كير) فقد استنكر جمع من علماء المسلمين في مقاطعة "لونج أيلاند" ، و"الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، بالإضافة لمجلس (كير) ما جاء في تقرير شرطة نيويورك من اتهام للمسلمين بـ"التطرف" أو على الأقل "الاستعداد له"، وعدم التحصن من "التجنيد لصالح منظمات إرهابية". وأفاد موقع (كير) إلى أن " التقرير الذي أصدرته الشرطة الأسبوع الماضي، في 90 صفحة، يتهم شباب المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية، تحت سن 35 - ممن هم في الجامعة أو المدارس الثانوية - وليس لديهم سجل إجرامي، بإمكانية تحولهم بصورة غير ملحوظة إلى " جهاديين محليين".ورغم أن التقرير ذكر أن غالبية المسلمين الذين يعيشون داخل أمريكا يعارضون العنف والإرهاب، أياً كان مصدره ومن يقوم به، إلا أنه قال: " إن شباب المسلمين أكثر قبولاً لتبني العنف من أجل الدفاع عن دينهم".هذه المعلومات التي وردت في التقرير لقيت انتقادًا كبيرًا من جانب " حبيب أحمد" - رئيس المركز الإسلامي بـ"لونج أيلاند" -؛ لأنها تعتمد بصورة كبيرة على التقارير الإخبارية والإعلامية، وليس على أبحاث علماء النفس والاجتماع، مشددًا على أن التقرير ينقصه الكثير من الموضوعية في الطرح، حيث أغفل "العمليات الإرهابية" التي تقوم بها الجماعات غير الإسلامية، والتي عانت منها أمريكا - ومازالت - لفترة طويلة. وأردف قائلاً: هناك إرهاب في قسم آخر من السكان، إلا أن الأمر لم يتطرق له التقرير بتاتاً، وهو أمر مشكوك في نواياه، فكيف تكون تلك مشكلة إسلامية مائة بالمائة؟.ودعا " أحمد" دائرة شرطة نيويورك إلى منع "الإرهاب" بدون " قمع الحريات المدنية للأقليات عن طريق " تصويرهم ومراقبتهم بصورة عنصرية" ، معرباً عن قلقه من أن تنتقي دائرة الشرطة سكان مقاطعة " لونج أيلاند" - الذين يتنقلون بين مقاطعة "ناسو" و مدينة "نيويورك" - لأخذ صورهم.وأضاف "أحمد" ، في مؤتمر صحفي عقده "اتحاد الأديان بـلونج أيلاند " في مبنى المحكمة العليا بـ "جاردن سيتي" يقول: " ليس كل المسلمين إرهابيين محتملين ، ليست هناك حلول سهلة لتلك المشكلة ، لكن استهداف مسلمي أمريكا بتصويرهم ليس من هذه الحلول".وذكر "أحمد" أن أئمة 7 مساجد من "ناسو" التقَوْا بمندوب شرطة المقاطعة " لورانس مخالفي" ، والذي خفف من القلق الذي أثاره التقرير ، حين أكد أن مثل تلك الإجراءات العنصرية لن يكون لها مكان في المقاطعة.ونقل موقع (كير) عن " تارا كينان ثومسون" – المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية – فرع "ناسو" بنيويورك، قوله : " إن التقرير يحث ضباط الشرطة على تجنب الطرق التقليدية للتعرف على النشاط الإجرامي ، والتركيز على المظهر لتحقيق هذا المقصد"، محذرًا من أن "التقرير بذلك قد وضع أسسًا للمراقبة الشاملة لجميع المسلمين وهو أمر ليس خطئًا وفقط ، بل أيضًا غير دستوري".من جانبها أكدت صحيفة " مسلم ويكلي" البريطانية الأسبوعية أن نسخة من التقرير تم تسليمها للبيت الأبيض ، ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ، ومكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) ، بالإضافة إلى دائرة الأمن القومي، مشيرة إلى أن معاناة مسلمي أمريكا من انتهاك حقوقهم الأساسية ، وحرياتهم المدنية زادت في الفترة الأخيرة، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر.
للمصدر، انقر هنا
0 comments:
Post a Comment